لا وقت لدي للتخمين وقراءة الفنجان..!

  • 5/12/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

(1) قالت: أنا أعشق عملي، فهل يلام من يعشق مهنته؟ قال: أبدًا يا سيدتي، لن يحدث هذا ما دمت تعملين من داخل الصندوق. قالت: تعرفني جيدًا، أنا لا أطيق هذا الصندوق، إنه يكبلني.. يخنقني. قال: أعرفك مبدعة وخلاقة ومن يمتلك هذه الخصال لا يمكنه العيش والعمل من داخل الصندوق، إنه يريد فضاءً واسعًا. قالت: أليست هذه بعض خصائص القائد الإداري؟ أليست هي الحرفية التي يتحدث عنها البعض؟ قال: أجدت التعبير يا سيدتي، نعم، يتحدث البعض عنها فقط ولكن دون ممارسة فعلية. قالت: ماذا تقصد أستاذي؟ هل تجاوزت المحظور في حديثي؟ قال: أبدًا، فقط أعجبت بدقة اختيارك للكلمات. فعلاً هناك من يتحدث فقط عن المهنية ولكنه بعيد عنها ممارسة.. قالت: تعلمت، بل أؤمن بقوة بمبدأ افعل ما تقول وقل ما تفعل. قال: وهذا ما يفتقر إليه ذلك البعض. فهم عمالقة في الخطابة وأقزام في الأفعال. قالت: أنا أكره عبارة سوف. أعتقد أنها خاوية في معظم الأحايين فأنا أؤمن بالنتائج التي يسبقها التخطيط. لا وقت لدي للحدس والتخمين والأعذار وقراءة الفنجان. قال: أنا أشبه عبارة سوف الخاوية بالشيك بدون رصيد. فما الجدوى من ترديد عبارة سوف أفعل.. سوف أنشئ.. سوف أحقق.. إذا لم ترتبط بخطة عمل ملزمة ويخضع صاحبها للمساءلة عند التقصير. (2) قالت: كيف تقيم أدائي إذًا؟ أريدك كما أعرفك صريحًا. قال: معاذ الله سيدتي، أنا أقيم أداءك؟ ألست أنت من قال: نحن نبتكر الوقود البديل الذي نحرك به مشاريعنا متى ما نفد الوقود الحالي أو أصاب الصدأ بعض مصادره. هذه قمة الحرفية سيدتي. قالت: أراك متابعًا لمشاريعنا.. أهذا فضول مهني أم ماذا؟ قال: أداؤك حالة استثنائية يفرض نفسه.. إنه تجربة فريدة ربما تعكس شيئًا من عدم التناغم بين المنهج التقليدي في الإدارة والمنهج الإبداعي. قالت: البعض يسمي ذلك أنانية، وتضخم غير طبيعي في الـ (أنا). قال: لا أعتقد أن ذاك الوصف دقيق: فالذي يتصف بتلك الخلال يفتقر عادة إلى مهارة الاستماع والتآلف مع الرأي الآخر وأنت سيدتي الأنيقة لست كذلك. قالت: أعرفك صريحا وتفصلك مسافة طويلة عن حدود المجاملة. قال: المجاملة في الإدارة غير مباحة فلها المردود السيئ. بل تعتبر إذا تمادى صاحبها فسادا إداريا. قالت: يقول البعض إن أسلوبي في إدارة الموارد فيه الكثير من الليونة وعدم الدقة وهذا أدى إلى استغلال البعض للثقة. قال: لا أستطيع أن أفتي في ما قلته سيدتي ولكني أستطيع القول إن من أهم خصائص القائد الإداري، مقدرته في الاستغلال الأمثل للموارد المادية والبشرية في تحقيق الأهداف بأقل جهد ومال ووقت وأنت أكثر براعة وكفاءة في هذا المجال. (3) قالت: عندما يذكر اسم مؤسستي وخاصة في المحافل الدولية تغلبني الدموع وأشعر برغبة شديدة في البكاء، أهي حالة استسلام مطلق للعاطفة أم هو شعور طبيعي للإنجاز المتميز؟! قال: بل هي النشوة الحقيقية للانتصار، أقول الانتصار ولم أقل الإنجاز. قالت: وما الفرق أستاذي كلاهما يقع في خانة النتائج. قال: الإنجاز هو نتيجة طبيعية للعمل المنظم، أما الانتصار فإنه لا يأتي إلا بعد قهر العوائق والإحباطات. قالت: أنا تعبة يا سيدي! صدقني إنه ليس بسبب حجم ومسؤوليات العمل. فأنا أعشق العمل كما تعرفني ولكنها الضغوطات النفسية التي ألقاها في دروب العمل. قال: لذا أسميته انتصارا. الضغوطات تأتي عادة من قبل أصحاب الأعذار. هذا لا يهم لأنها ضغوطات مؤقتة تتلاشى عند أول محطة نجاح. قالت: جميل هو التحدث معك. أنا في حاجة إلى مثل هذه الجرعات لرفع المعنويات. قال: أشاركك هذا الشعور فكلانا يحتاج إليها، إنه المنفس لنا. قالت: أود التوضيح. أنا لا أقصد الانتقاد، فالضغوطات تختلف عن الانتقاد.. قال: وما رأيك في الانتقاد؟ قالت: تعجبني مقولة لـ(ألبرت آينشتان): حتى تتجنب الانتقاد: لا تقل شيئًا، لا تعمل شيئًا، لا تكن شيئًا.

مشاركة :