لا تعزِّز حمية البحر الأبيض المتوسط الصحة أو تحمي من الأمراض المزمنة فحسب، بل قد تساعد على تحسين الذاكرة والتركيز، بما يُمكِّن رواد الأعمال من إدارة أعمالهم بأفضل طريقة ممكنة. كما تُسهِم الحمية أيضًا في الحفاظ على شباب الدماغ، والحصول على نومٍ جيد، لتعزيز قدرتك على أداء مهماتك اليومية، فلماذا تُعدّ حمية البحر الأبيض المتوسّط مثالية لرواد الأعمال؟ وما أهم أطعمتها التي تحسّن التركيز؟ تُساعِد حمية البحر الأبيض المتوسط على تحسين صحة الدماغ، فقد وجد تحليل تلوي نشر عام 2017 في "Advances in Nutrition"، أنّ الأشخاص الذين التزموا حمية البحر الأبيض المتوسط، كانت قدراتهم المعرفية أفضل، خاصةً الذاكرة والقدرة على تذكر المعلومات التي حصلوا عليها من قبل. بينما وجدت دراسةٌ نُشِرت عام 2013 في "مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب"، أنَّ اتّباع حمية البحر الأبيض المتوسط قد يحافظ على صحة الدماغ. فقد تتبّع الباحثون 17,000 شخص بين أعوام 2003 - 2007، ووجدوا انخفاض خطر الإصابة بمشكلات التفكير والذاكرة بنحو 19% مع التزام حمية البحر الأبيض المتوسط، ما يعني أن حمية البحر الأبيض المتوسط تُسهِم في تحسين الذاكرة والتفكير، ومِنْ ثَمّ قد تكون مفيدة لرواد الأعمال في تحسين قدرتهم على التفكير والتخطيط السليم. وجدت مراجعة منهجية نشرت عام 2023 في مجلة "Life" أنَّ حمية البحر الأبيض المتوسط، وكذلك حمية "مايند" (نظام غذائي شبيه بحمية البحر المتوسط)، تُبطِئ تدهور القدرات المعرفية للدماغ. فيما وجدت دراسةٌ نشرت عام 2021 في "مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة Journal of the American Geriatrics Society"، أنَّ الأشخاص الذين كانوا أكثر التزامًا بحمية البحر المتوسط، كانوا أقل عُرضةً للإصابة بالخرف بنسبة 72%، كما وجدت الدراسة نفسها أنّه كلّما زاد الالتزام بهذا النظام الغذائي، بدا أنّ الأدمغة أصغر سنًا أو أكثر صحة. لذا فإنّ حمية البحر المتوسط تحمي الدماغ من الخرف والشيخوخة، خاصةً مع تقدّم العمر، وتحافظ على القدرات المعرفية في أوجها، كالذاكرة والتركيز والتعلّم وغيرها، ما يسمح لرواد الأعمال بإدارة أعمالهم بأفضل صورةٍ ممكنة.   أيضًا تساعد حمية البحر الأبيض المتوسط على تحسين الصحة النفسية لرواد الأعمال، وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، الذي قد يُفقِدهم الشغف تجاه أعمالهم أو يجعل أداءهم أو إدارتهم أقل كفاءة من المُعتاد. فقد خلصت مراجعة نشرت عام 2019 في "Neurology, Psychiatry, and Brain Research"، شملت 20 دراسة رصدية و6 تجارب تداخلية، إلى أنّ 85% من الدراسات السابقة تفيد بأهمية حمية البحر الأبيض المتوسط في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب. جديرٌ بالذكر أنّ حمية البحر المتوسط مليئة بالأطعمة المضادة للالتهابات، وقد تكون مكافحة الالتهابات إحدى سبل التخلّص من الاكتئاب؛ إذ إن الالتهاب من العوامل المُسبِّبة له، ومِنْ أمثلة الأطعمة الغنية بالمركّبات المضادة للالتهابات: من ناحية أخرى وجدت دراسة نشرت عام 2019 في "Nutritional Neuroscience"، أنَّ الأشخاص الذين التزموا حمية البحر المتوسط، كانت فرص إصابتهم بالاكتئاب والقلق أقل بنسبة 40% و39% على الترتيب. وتحديدًا وجد الباحثون أنّ تناول المزيد من الفواكه والخضراوات، كان مُساعِدًا على تحسين المزاج بدرجةٍ كبيرة، ومِنْ ثمّ فإنّ هذه الحمية تُعد النظام الغذائي المثالي لرواد الأعمال، لتحسين صحتهم النفسية وتعزيز إنتاجيتهم في العمل. النوم بعدد كاف من الساعات ضروري، خاصةً لرواد الأعمال، فقلّة النوم أو تدنّي جودته له آثار سلبية عصيّة على الحصر، فقد يُضعِف التركيز والانتباه، ويخفض الإنتاجية والقدرة على أداء الأعمال المُعتادة خلال يومك، بل قد يُؤثِّر في قدرتك على التفكير بوضوح. كذلك فإنّ قلة النوم تُهدِّد الصحة النفسية بكثيرٍ من الاضطرابات، مثل الاكتئاب والقلق، وأيضًا الاضطراب العاطفي الموسمي. لكن حمية البحر الأبيض المتوسط أحد الأنظمة الغذائية التي يمكنك التسلّح بها في مواجهة الأرق، وللحصول على نومٍ أعمق وأعلى جودة. فقد فحصت مراجعة نشرت عام 2022 في مجلة "Nutrients" تأثير حمية البحر الأبيض المتوسط في عدد ساعات نوم الناس في الليلة الواحدة، وكذلك جودة نومهم. فتبيّن أنّ الالتزام بهذا النظام الغذائي، قد ساعد بالفعل على الحصول على عدد ساعات أطول من النوم. وربّما يرجع بعض ذلك إلى تناول الأطعمة الغنية بـ"الأوميجا 3" ضمن تلك الحمية، مثل: السلمون والجوز وبذور الكتان وغيرها، فهي تساعد على تنظيم إنتاج هرمون "الميلاتونين"؛ المُنظِّم للنوم. اتضحت أهمية حمية البحر الأبيض المتوسط لتحسين التركيز، خاصةً لرواد الأعمال، لكن بعض الأطعمة قد تتفوّق على غيرها في زيادة هذا التركيز وتحسين صحة الدماغ، مثل:   وجد تحليل تلوي نشر عام 2022 في "Nutrition Reviews"، أنّ تناول وجبتَين من الأسماك أسبوعيًا كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 10%، وبمرض ألزهايمر بنسبة 30%، مما يعني تحسّن القدرات المعرفية ومنع تدهورها، كالتفكير والذاكرة والانتباه. الزيوت النباتية، مثل: زيت الأفوكادو وزيت الزيتون، من الأطعمة الرئيسة في حمية البحر الأبيض المتوسط. لكن دراسة نشرت عام 2021 في "Nutrition Reviews"، وجدت أنَّ زيت الزيتون يحتوي على مُركّبات مضادة للالتهابات، تُسهِم في تحسين صحة الدماغ، كما تُحسِّن ميكروبيوم الأمعاء، ما ينعكس إيجابًا على صحة الدماغ. كذلك فإنّ الزيوت النباتية المذكورة مصدر ممتاز لفيتامين هـ، الذي يُعدّ من مضادات الأكسدة، التي تُحافِظ بدورها على صحة الدماغ وتمنع تدهورها مع تقدّم العمر. الخضراوات، مثل: السبانخ واللفت، مليئة بالعناصر الغذائية ذات الخصائص المضادة للالتهابات، ومِنْ ثمّ تساعد على الحفاظ على صحة الدماغ، مثل: "فيتامين ك" و"فيتامين أ" و"حمض الفوليك". حاولت دراسةٌ أجريت عام 2018 ونشرت في "World Journal of Psychiatry"، الكشف عن العناصر الغذائية المرتبطة بالصحة النفسية، فوجدت أنّ "حمض الفوليك" و"المغنيسيوم" و"الحديد" و"الزنك" و"السيلينيوم"، ذات تقييمات مرتفعة في هذا الشأن، واحتلّ المحار وبلح البحر قائمة الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، التي تحسّن الصحة النفسية. التوت، خاصةً التوت الأزرق، غني بنوع من مضادات الأكسدة يُعرَف بـ"الأنثوسيانين"، الذي يساعد على الحفاظ على القدرات المعرفية للدماغ، من خلال تخفيف الالتهابات، حسب مراجعة نشرت عام 2020 في "Advances in Nutrition".   وهنا نعرض مثالًا لنظام غذائي مستلهم من حمية البحر الأبيض المتوسط، التي تعتمد على تناول الأطعمة النباتية والدهون الصحية، وتتضمّن تناول: كما يجب تجنّب أو تناول القليل من: وهذا نموذج لخطة نظام غذائي لحمية البحر الأبيض المتوسط، لتحسين الصحة العقلية لرواد الأعمال:   كيف تحسّن حمية البحر المتوسط التفكير والذاكرة لرواد الأعمال؟ الحفاظ على شباب الدماغ وتعزيز القدرات المعرفية لرواد الأعمال أهمية حمية البحر المتوسط للصحة النفسية لرائد الأعمال حمية البحر المتوسط والنوم الصحي أهم أطعمة حمية البحر الأبيض المتوسط لتحسين التركيز نظام غذائي مستلهم من حمية البحر الأبيض المتوسط