رغم وجود القوة لدى بعض الأشخاص إلا أن هناك نقاط ضعف، يستطيع بعض الأشخاص أن يباشروا تأثيرهم منها عليهم بمنتهى الحميمية ودون ضغط سلبي حتى يتم تنفيذ ما يريدون و»أنت في كامل رضاك»، لكن عندما تنتهي تلك اللحظات المغيَّبة فيك تشعر بعدم ارتياح، بل إنك تلوم نفسك وتكره ما فعلته فيها. هذا ما نسميه بالابتزاز العاطفي، حيث نفقد فيه التواصل مع هوياتنا وقيمنا الحقيقية. وأهم الأدوات التي يبتزك بها الآخرون عاطفياً هو إشعارك بالخوف والذنب ما يجعل تقبلك ما يُطلب منك عادياً، ولا تكتشف مدى تأثيره لكونه لا يخاطب مواقع الرفض، أو الضغط، وإنما مواقع القبول. الفرق هنا أن العلاقات الطبيعية تعتمد على الأخذ والعطاء، وغالباً ما يكون لدى هؤلاء المبتزين قناة واحدة وهي الأخذ. وقد يصدر ذلك الابتزاز من أقرب الناس إليك مثل والديك، أو إخوتك، أو حتى أصدقائك، أو أقربائك. الجيد أن هناك طرقاً لمقاومة هذا الابتزاز تكمن في إيمان الإنسان بحقوقه وحريته في التعبير عن ذاته بأي طريقة طالما لا تخدش الحياء، ولا تنقص من قدر الآخرين، أو تسبب لهم الأذى. كذلك الأمر في مقاومة المخاوف التي تنشأ من خشية فقدان الآخرين نتيجة ممارستك حقوقك. مهم أن نسأل أنفسنا كل مرة يحاول فيها ذلك المبتز الضغط علينا: هل ما يقوله حقيقي، ماذا سيكلفني عدم انصياعي له؟ هل سأخسر إن اتخذت ردة فعل متناسبة مع قناعاتي؟ هنا سيكون من السهل الخروج من تلك الدائرة بقوة الإدراك الداخلي لديك. ولعل اهتمامنا بتجاوز ذلك الابتزاز يكشف لنا عن أمور كثيرة فقدناها في وقت ما بسبب خضوعنا وضعفنا.
مشاركة :