قال رئيس دائرة العلوم السياسية بجامعة الخليل، الدكتور بلال الشوبكي، إن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش السابق يوآف غالانت، يعد قرارًا غير مسبوق. وأوضح أن إسرائيل قدمت نفسها للعالم على مدار عقود كجزء من منظومة غربية تدافع عن القيم والحريات، مقابل أنظمة أخرى تُصوَّر على أنها “بربرية”، وفق تعبير الرواية الإسرائيلية. وأضاف الشوبكي، في حديثه لقناة الغد، أن هذه الرواية كانت مدعومة من الدول الغربية، خاصة مع بداية الحرب، حيث قدمت إسرائيل نفسها على أنها تخوض حربًا من أجل “القيم” ضد “البربرية الفلسطينية”. لكن، بعد أشهر من الصراع، تآكلت هذه السردية، وباتت إسرائيل شبه معزولة سياسيًا ومعنويًا على الساحة الدولية. تعرية صورة إسرائيل الحقيقية وأشار الشوبكي إلى أن القيادة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو وغالانت، قد تواجه المزيد من التداعيات بسبب قرارات المحكمة الجنائية. وأكد أن دولًا غربية بارزة، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، تحترم قرارات المحكمة الجنائية الدولية، مما يضع إسرائيل والولايات المتحدة في موقف شاذ داخل المنظومة الغربية. وأضاف أن هذا الموقف يقوض دفاع إسرائيل عن نفسها كدولة تواجه “قوى عالم ثالث”، مشيرًا إلى أن هذه الرواية لم تعد تجد صدى في الغرب. الضفة الغربية في عين العاصفة وتحدث الشوبكي عن ردود الفعل داخل إسرائيل على قرار المحكمة، حيث دعا بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى تصعيد الاعتداءات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ردًا على القرار. وأشار إلى مطالبات بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، في محاولة لتحميل الغرب مسؤولية التداعيات. وأكد الشوبكي أن إسرائيل لا تملك كثيرًا من الخيارات على المستوى القضائي الدولي. ووفقًا لخبراء قانونيين، فإن المخرج الوحيد من المأزق قد يكون محاكمة غالانت ونتنياهو داخليًا بالتهم ذاتها، وهو أمر غير متوقع. وأضاف أن إسرائيل ستظل تواجه ضغوطًا دولية وستُستخدم القضية كوسيلة ابتزاز سياسي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد