أسهم برنامج أرامكو السعودية للتنمية الوطنية عبر صفقاته الاستثمارية التي أتمها بأكثر من 15 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية، إلى جانب توفير 64 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، بحسب ما ذكره لـ "الاقتصادية" جميل البقعاوي النائب الأعلى للرئيس للتنمية الوطنية في أرامكو السعودية. وأسست أرامكو برنامجها للتنمية الوطنية، بهدف التوطين في قطاعات خارج مجال عمل الشركة الأساس ودعم توليد فرص العمل للمساهمة في الناتج المحلي. وقال البقعاوي إن رؤية برنامج أرامكو السعودية للتنمية الوطنية تتمثل في تطوير منظومة ابتكار من الطراز العالمي، تسهم في دعم الأعمال وتعزيز الجهود المبذولة لخلق الوظائف وتحقيق النمو الاقتصادي في السعودية، مضيفا أن أرامكو تسعى إلى أن تمثل دورا حيويا في تعزيز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تطوير وتنمية الاقتصاد في السعودية. ويتكون برنامج أرامكو السعودية للتنمية الوطنية من 4 برامج، 3 منها تركز على تطوير منظومة المنشآت الصغيرة، والمتوسطة حول أرامكو على وجه الخصوص والسعودية بشكل عام تماشيًا مع رؤية 2030 التي تهدف إلى زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20% في 2020 إلى 35% بحلول 2030. البرامج الأربعة لخص البقعاوي خلال حديثه لـ "الاقتصادية" البرامج الأربعة لبرنامج أرامكو للتنمية الصناعية، حيث يعد أولى البرامج مركز الابتكارات وتطوير المنتجات (LAB7) وهو ذراع أرامكو السعودية لبناء الشركات التقنية الناشئة، ويتعاون المركز مع رواد الأعمال لتطوير المنتجات وإطلاق شركات ناشئة لدخولها للسوق، وتم الإعلان عن إطلاق المركز أخيرا خلال مؤتمر أرامكو السعودية لريادة الأعمال (TecShift). وقال البقعاوي عن المركز، "بالرغم من حداثة هذا البرنامج، فقد أُعلن عن انطلاق 3 شركات تقنية ناشئة مبتكرة، شركتان تقنيتان طوّرهما المركز، إحداهما تقدم تقنية ذاتية التشغيل لتنظيف الألواح الشمسية دون الحاجة إلى استخدام المياه، وتزيد من كفاءة الألواح الشمسية، وتسهم في الخفض من هدر المياه، وهذه التقنية قابلة للدمج مع الألواح المتوفرة في الأسواق". وأضاف "الشركة الأخرى تقدم حلا رقميا يوظف الذكاء الاصطناعي للتحقق من حزم الهندسة الإنشائية ومطابقتها للمعايير الهندسية، وتوفر تكاملًا آليا وفعّالا من حيث التكلفة والأداء مع برامج التصميم، والشركة الثالثة قائمة بالتعاون مع شركة سارسات العربية لتطوير حلول للكشف عن تسريبات النفط وانبعاثات الغاز من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة". البقعاوي ذكر أن البرنامج الثاني فهو واعد فنتشرز، صندوق رأس المال الجريء لدعم الشركات الناشئة الذي يسعى لأن يكون برنامجًا إقليميًا رائدًا في مجال رأس المال الجريء، مشيرا إلى أن البرنامج أطلقته أرامكو السعودية بقيمة 500 مليون دولار بهدف دعم منظومة الشركات الناشئة من خلال الاستثمار في الشركات التقنية الناشئة، وتوطين الابتكارات الرائدة عالميًا في المجالات التقنية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتقنية الفضاء. وأشار إلى أن البرنامج الثالث هو برنامج "تليد" الذي يهدف إلى إنشاء وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية، وضمان استدامتها، وزيادة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية وخلق الوظائف، وقد نجح بعد سنتين من إطلاقه أواخر 2022 في توطين 9 شركات مرتبطة بمنظومة أرامكو السعودية بقيمة استثمارية بلغت أكثر من 290 مليون دولار، ما أسهم في خلق أكثر من 21 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. برنامج "نماءات" هو البرنامج الرابع، الذي تزدهر فيه الاستثمارات الكبرى والشركات الكبيرة والكيانات الضخمة، لتكون قادرة على إحداث أثر كبير في الناتج المحلي الإجمالي وإيجاد الوظائف المحلية، وبحسب البقعاوي فقد بلغت قيمة الصفقات الاستثمارية لبرنامج نماءات ما يزيد على 34 مليار دولار، عطفًا على توفيرها ما يزيد على 43 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وإسهامها بأكثر من 15 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية. ولفت البقعاوي إلى أن الكيانات الأربعة تهدف إلى تمكين شركة أرامكو من المساهمة في رفع الناتج المحلي وخلق الوظائف المستدامة، خلال دورة حياة الاستثمارات بأكملها بدءًا من تطوير المشروع، ثم مرحلة التمويل الأولي، ثم المرحلة النهائية للمشروع، وانتهاء بتحقيق النمو، إلى أن يصبح المشروع شركة وطنية رائدة. التأثير في 4 قطاعات إستراتيجية توقع البقعاوي أن يكون لمبادرة التنمية الوطنية تأثير إيجابي كبير في المشهد الصناعي في السعودية، خصوصا في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، حيث يتوقع زيادة في عدد رواد الأعمال الذين سيطورون حلولًا مبتكرة لتحديات السعودية والمنطقة. وقال في هذا الصدد: بصورة أوضح، فإن أرامكو السعودية تسهم في تعزيز منظومة الابتكار التي يتم طرحها من خلال بعض المبادرات مثل مركز الابتكارات وتطوير المنتجات، ولذلك فإننا نتوقع نموا كبيرا في عدد الشركات الناشئة المبتكرة القائمة على التقنية. وحدد النائب الأعلى لرئيس أرامكو للتنمية الوطنية أكثر القطاعات التي سيكون لها تأثير كبير في تطويرها، وهي 4 قطاعات إستراتيجية، وهي: الاستدامة التي تهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وزيادة كفاءة تخزين الطاقة؛ والتصنيع بما في ذلك المواد غير المعدنية، وتقنية النانو، والتصنيع الإضافي؛ إلى جانب الرقمنة مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والأمن السيبراني، وتحليل البيانات؛ وأخيرا الصناعة، مثل: الروبوتات المتقدمة وتقنيات التنقل، وهذا بدوره يعزز من الابتكار في السعودية. فرص استثمارية واعدة أوضح البقعاوي أن مؤتمر أرامكو لريادة الأعمال، يرتكز على 3 أهداف رئيسية، وهي خلق منصة واعدة تربط رواد الأعمال والشركات ذات التفكير التقدمي من خلال شراكات مؤثرة لإنشاء حلول ذكية، ربط رواد الأعمال بالموارد التي تضع المشاريع على خارطة النجاح، وتقديم فرص لا مثيل لها لقابلية التوسع والتأثير في المستوى المحلي والدولي، إلى جانب دعم بيئة ريادة الأعمال وتعزيز دور الأذرع الاستثمارية في تحقيق وتنمية المشاريع التقنية الواعدة.
مشاركة :