شهر شتنبر الماضي، وبالضبط بعد مباراة المنتخب المغربي ضد ليسوتو، أدلى الناخب الوطني، وليد الركراكي، بتصريح أكد فيه أهمية استغلال الضربات الثابتة ورغبته في التعاقد مع مدرب متخصص لها. ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت نتائج ذلك، ففي المباراتين الأخيرتين أمام الغابون وليسوتو، نجح المنتخب المغربي في تسجيل خمسة أهداف عبر هذا السلاح التكتيكي، وذلك بعدما تمكن من التعاقد مع أحد المختصين فيه. أهمية الضربات الثابتة في كرة القدم الحديثة قد يعتبر البعض أن الأهداف المسجلة من الضربات الثابتة مجرد مسألة حظ، ولكن الأرقام والبيانات في كرة القدم الحديثة تشير إلى العكس تماما. في كأس العالم 2018 بروسيا، شكلت الضربات الثابتة 42% من مجموع الأهداف المسجلة. في هذه النسخة أيضا، برز المنتخب الإنجليزي كأحد أفضل المستغلين لهذا السلاح، حيث سجل 9 أهداف من أصل 12 هدفا عبر الضربات الثابتة، مما ساعده على الوصول إلى نصف النهائي. وفي بطولة أمم أوروبا 2020، اعتمد المنتخب الإيطالي أيضا على الضربات الثابتة بشكل كبير لتحقيق اللقب، مسجلا ثلاثة أهداف حاسمة عبرها. الفضل في ذلك يرجع إلى مدربهم المتخصص جياني فيو، الذي ألف كتابا بعنوان 30% الإضافية، يشرح فيه كيف يمكن للضربات الثابتة أن تضيف نسبة كبيرة من الفعالية إلى أداء أي فريق أو منتخب. المنتخبات والضربات الثابتة: عامل الحسم في البطولات على عكس الأندية التي تتوفر على فترات إعداد طويلة لتطوير فلسفات لعب متكاملة، تواجه المنتخبات تحديا كبيرا من أجل بناء هوية تكتيكية في وقت محدود، مما يجعل الضربات الثابتة أداة مثالية لتعويض هذا النقص. المنتخب المغربي، مع تعيين مدرب متخصص في الضربات الثابتة ضمن الطاقم الفني، يمكن أن يصبح هذا الجانب أحد نقاط قوته في كأس إفريقيا القادمة بالمغرب، خاصة وأن العديد من المنتخبات الإفريقية تفتقر إلى الموارد أو الطواقم المتخصصة للاستثمار في مثل هذه التفاصيل الدقيقة.
مشاركة :