دعا الجامعي المغربي عبد الرحيم العطري، لتسليط الضوء على أهمية تطوير أساليب الترافع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، مشددا على تعزيز الترافع العلمي والتوجه نحو مدافعين جدد قادرين على مواجهة التحديات المرتبطة بالقضية الوطنية. وأوضح العطري، في كلمة ألقاها خلال ندوة علمية نظمت بمركز التكوينات والندوات بجامعة الأخوين، بشراكة مع شبكة المراكز العلمية المدنية بالمغرب، حول موضوع "الدبلوماسية المدنية وقضية الصحراء المغربية"، أن "هناك فراغات وبياضات" تستدعي العمل على سدها من خلال تعزيز المعرفة التاريخية والسوسيولوجية المرتبطة بالقضية. وأضاف السوسيولوجي المغربي ، أن "التملك الرمزي للقضية الوطنية" يعد ضرورة ملحة، داعيًا إلى اعتماد مقاربة بحثية بعيدة عن المناسباتية ومبنية على أسس علمية. كما شدد على ضرورة مواجهة الخطاب الانفصالي بالتحليل والتفكيك العلمي بدل الاقتصار على الشيطنة والتخوين، مقترحًا إصدار "كتاب أبيض" يوضح هشاشة الأطروحات الانفصالية. وفي سياق متصل، أبرز العطري أهمية الدبلوماسية المدنية كأداة مرنة وفعالة للترافع، مشيرًا إلى أن الأوراق البحثية الحالية حول القضية الوطنية تحتاج إلى التوجه نحو الإقناع والإبداع، مع التنبيه لضرورة مواجهة معاقل الأطروحات الانفصالية في المحيطين العربي والمتوسطي. كما دعا إلى تعبئة الرصيد المواطناتي للشباب المغربي الذي يتميز بحس عالٍ من المواطنة، لكنه في حاجة إلى تأطير وتوجيه علمي، للخروج من حالة الانتظارية والارتقاء بالخطاب الوطني إلى مستويات علمية أكثر تأثيرًا. يشار إلى أن هذه الندوة العلمية، التي تأتي في إطار الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، شهدت مشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والفاعلين المدنيين، حيث ناقشوا أدوار الدبلوماسية المدنية في الدفاع عن الوحدة الترابية، مع التركيز على أهمية تعزيز التشبيك بين المراكز العلمية والفاعلين المدنيين، والانفتاح على الوسائل الرقمية الحديثة لتعزيز الحضور الدولي للقضية الوطنية.