خطوة الزواج من أهم الخطوات التي يتخذها الإنسان في حياته، ويختلف سن الزواج المناسب من شخص لآخر حسب ظروفه الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، ولكن تُرى ما سن الزواج المثالي للرجل؟  إذا حاولنا الإجابة عن هذا السؤال، سنجد من الصعوبة تحديد ذلك السن المثالي، نظرًا لارتباطه بعدد من العوامل التي تتداخل فيما بينها، ما يجعل هذا السؤال معقدًا بعض الشيء، ومن ثم فقد توجهنا بسؤالنا إلى الدكتور "وليد هندي" استشاري الصحة النفسية، الذي أجاب قائلاً: "الكثير من الشباب تحت وطأة الرغبة الحميمة يجبرون أهاليهم للتقدم للزواج بأي فتاة، يعتقدون من وجهة نظرهم أنها الزوجة المثالية، وهي المشاعر التي غالبًا ما تكون غير حقيقية، ومن ثم لا يمكن أن يترتب عليها تكوين أسرة مستقرة، إذ إنها تمثل رغبة مؤقتة، تنتهي بانتهاء تأججها". وتابع: "إضافة إلى أن الشباب في المرحلة الجامعية يميلون إلى الارتباط بزميلاتهم في الجامعة، بحكم المشاركة في المحاضرات والأنشطة والرحلات، إذ يعتقدون أنهم لا بُد أن يتوجوا هذه العلاقة بالزواج، وهذا خطأ تمامًا، لأن المشاعر بطبيعتها متغيرة ومتقلبة، ومع النمو العاطفي تختلف الأمور". وأكمل: "كما أن هناك من يسعون لتزويج ابنتهم من قريبها للحفاظ على الإرث مثلًا، بينما يكون الشاب في هذه السن الصغيرة  ليس لديه قدرة على تحمل المسؤوليات، ولا يعترف بإيقاع الأسرة، حيث يريد أن يعيش منفردًا كما كان  لأنه لا يعي معنى الأسرة، ومن ثم لا يتحمل مسؤولية الزواج، وهذا يجعلنا نتحدث عن السن الأمثل للزواج". وأضاف استشاري الصحة النفسية خلال حديثه لمنصة "الرجل": "تختلف العادات والتقاليد في المجتمعات، ففي بعض الثقافات قد يتم تشجيع الرجل على الزواج في سن مبكرة، بينما في ثقافات أخرى قد يتوقع من الرجل أن يحقق نجاحًا مهنيًا ويكون مستقرًا ماديًّا قبل اتخاذ خطوة الزواج". وتابع: "الضغط المجتمعي قد يلعب دورًا في تحديد السن المناسب، فبعض الأفراد قد يشعرون بالحاجة إلى الزواج في سن مبكرة، بناءً على ضغط العائلة أو المجتمع، بينما قد يختار آخرون التأجيل والتركيز على تحقيق أهدافهم الشخصية". وقال: "السن المثالي للزواج يختلف باختلاف نظرة المجتمعات، فأحيانًا يُنظر إلى زواج الرجل في السن الصغير على أنه أمر مرغوب فيه، بينما في ثقافات أخرى قد يشجع الرجل على الانتظار حتى يصل إلى سن معينة لتحقيق النجاح المهني أولًا، وهذا التوقيت الاجتماعي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، فالتوقيت المثالي للزواج هو الذي يشعر فيه الرجل بالاستعداد التام لاتخاذ هذه الخطوة". وأضاف: "من العوامل المهمة التي تحدد الوقت لمثالي لزواج الرجل هو الاستقرار المالي، فالحياة الزوجية تتطلب القدرة على تحمل الأعباء المادية، سواء كانت مرتبطة بتأسيس منزل، أو تأمين حياة مريحة لشريك الحياة المستقبلي، والواقع أن الرجل يحتاج إلى بعض الوقت ليؤسس نفسه مهنيًّا، ويحقق أهدافه المالية الخاصة، وفي معظم الحالات يبدأ الرجل في الثلاثينيات بتطوير استقرار مهني ومالي يتيح له التفرغ لبناء علاقة زوجية صحية". ويستمر د."هندي" بتحديد الوقت الأنسب لزواج الرجل قائلاً: "مما سبق نستطيع القول إن السن الأقرب لهذا المعنى عند الرجل يتراوح من 25 إلى 30 عامًا، لأنها تكون مرحلة النضج بالنسبة له، لأن الشاب يكون قد مر بتجارب حياتية عديدة أكسبته حكمة أكبر، ومن ثم أصبح أكثر قدرة على اتخاذ قرارات واعية حكيمة، كما يكون حقق الاستقلال المالي، ما يجعله يبدأ في التفكير الجدي لتأسيس أسرة، وهذه المرحلة تتسم بالاستقرار النسبي والنضج العقلي والعاطفي، الذي يؤهله للإقدام على هذه الخطوة الهامة في حياته".     وفي النهاية تكون الإجابة المثالية عن سؤال: "ما العمر المناسب لزواج الرجل؟" هي أن العمر ليس العامل الحاسم، فالرجل يمكن أن يكون جاهزاً للزواج في العشرينيات أو في الأربعينيات، ما دام النضج العاطفي، والاستقرار المالي، والخبرة الحياتية قد تحققت. وبرأي الدكتور هندي فإن "الزواج ليس مرتبطًا بالوقت، وإنما هو استعداد نفسي وعقلي لمشاركة الحياة مع شخص آخر، وتحمل المسؤولية في بناء مستقبل مشترك، فلا يوجد عمر مثالي للزواج، والاستعداد للزواج يأتي من الداخل، والقرار يعود إلى الشخص نفسه، ومدى استعداده لهذه الرحلة الطويلة والمليئة بالتحديات". ووفقًا لدراسة psychologytoday، فإن العمر المناسب لبدء علاقة زوجية طويلة الأمد، قائمة على النجاح والاستقرار والسعادة، تبدأ في أثناء فترة العشرينيات للرجال والنساء. وقد أظهرت نتائج الدراسة، أن السن المثالي لزواج السيدات يتراوح ما بين 23 و27 عامًا، وبالنسبة للرجال فيكون قبل سن 26 عامًا وما بين 27 و30 عامًا، لتجنب تعرضهم للاكتئاب! وحسب الدراسة فإن الزواج المتأخر يتنبأ أيضًا بالدخول في أزمة منتصف العمر، فيما يدعم الزواج زيادة احترام الذات في منتصف العمر. وفي المقابل أظهرت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين يتزوجون في وقت مبكر وليس متأخرًا، قد يواجهون تحديات أكبر بسبب المسؤوليات الإضافية المتمثلة في تكوين أسرة في سن مبكرة نسبيًا.