نادر كاظم والناقدة العنزي يتناولان «السرد والهوية الوطنية والاجتماعية»

  • 5/14/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بمشاركة الباحث والناقد البحريني الدكتور نادر كاظم، والناقدة الكويتية سعاد العنزي، أقام مختبر السرديات الكويتي، مطلع (مايو) الجاري، ندوة بعنوان السرد والهوية الوطنية والاجتماعية وذلك انطلاقًا من أهمية رصد تحولات الهوية تبعًا لواقع يتشكل من خلال تبدلات ثقافية واجتماعية وسياسية كما قالت الروائية هديل الحساوي، مؤسسة ومديرة المختبر. وانطلقت الندوة، التي أدارها الناقد فهد الهندال، بورقة للدكتور كاظم تحت عنوان (من الهوية الطاردة إلى الهويات القاتلة)، ركز فيها على روايتي الروائي الكويتي سعود السنعوسي ساق البامبو وفئران أمي حصة، لكونهما تشكلان نموذجا لمأزق الهوية على المستوى الفردي والجماعي. فكانت هوية المجتمع الطاردة في ساق البامبو بمأزق (هوية بطل الرواية) ودفعه للشعور بالتمزق بين هوية يريدها ويطمح لو يذوب فيها ويصبح جزءا من كلها، في حين هذا الكل يرفضه ويلفظه ويطرده ويعجز عن استيعابه. وعلى الطرف الآخر، فقد دفعت هويات المجتمع الممزقة في فئران أمي حصة شخصيات الرواية إلى مصائرها القلقة والمقلقة على المستوى الفردي، إلى الشعور بالتمزق بين مجتمع تتذكره جميلًا وموحدًا أيام أول وزمان الطيبين، وتعيشه الآن (يحدث الآن) قبيحًا وممزقًا ومنخرطًا في اقتتال طائفي دموي ومدمّر. ليؤكد كاظم بعدها في تحول الهوية في العملين بأن الانتقال من رواية ساق البامبو إلى رواية فئران أمي حصة، يمثل تحوّلًا في طبيعة الهوية؛ من هوية طاردة لا تقبل المختلف ربما بسبب وحدتها وتماسكها إلى هويات قاتلة. إنه تحوّل يتجلى كما لو كان تأريخًا لمسيرة الكل وهو ينهار ويتفتت إلى أجزائه الصغيرة والمتصادمة، لمسيرة تلك الذات وهي تنقلب على نفسها، وتعيد ترسيم حدودها، وتقضي، بذلك، على وجودها، وهو المعنى الذي كان يتردد على لسان الجدة حصة: يخرج من بطنك دود ياكلك. ثم يطرح كاظم مفهوم (وحش الهوية) مؤكدا على أن المجتمع هنا يعيش في كل مرة هزّات ارتدادية لزلزال يقع هناك. ليطرح السؤال التالي هل الهوية الجامعة هي الحل؟ مقدمًا تصورا لتذويب المسافة التي تشكلها الهويات الصغرى في المجتمع، لتكون هوية واحدة جامعة. إلى ذلك قدمت الدكتورة سعاد العنزي ورقة نقدية بعنوان (المتن والهامش في تمثيلات الهوية في الكويت) منطلقة من منظور النظر للهوية الكويتية، ومتساءلة هل ننظر لها بناء على تقسيمات هوية الكويت ما قبل النفط وما بعد النفط وهو بالتأكيد تقسيم يفسر مكونات المجتمع الكويتي ما بعد الطفرة الاقتصادية الهائلة والاستقلال، وقد تحدث العديد من الأدباء بالكويت عن هذه الاختلافات الجذرية التي حلت على المجتمع الكويتي، كما أن الحدث السياسي الهام هو الغزو العراقي الذي يشكل حجر الأساس في فهم الهوية السياسية الكويتية الجديدة وتحولاتها ما بعد الغزو والتي بدت بشكل واضح تنعكس بالسرد الكويتي في الخمس سنوات الماضية تحديدا. وأضافت العنزي أن الحديث عن قضايا الهوية يتطلب أدوات معرفية تؤسس لوجود هذا الكيان الإنساني الذي يريد أن يحظى باعتراف ويؤسس لثقافة جديدة، لتختتم بالتأكيد على أن الهوية الوطنية والاجتماعية تم تمثيلها في السرد الكويتي بشكل جيد، وقد غطت الروايات مواضيع وأبعادا متعددة تعكس صورة المجتمع الكويتي متنًا وهامشًا.

مشاركة :