دبي : وائل بدر الدين أوردت مجلة دايركتر البريطانية المتخصصة التي تتخذ من لندن مقراً لها، تقريراً مطولاً عن دبي، ألقت فيه الضوء على الطفرة التي شهدتها المدينة في كافة المناحي، خلال فترة زمنية قصيرة، معتبرةً دبي واحدة من المدن التي حققت أسرع معدلات النمو على مستوى العالم، وواصفةً إياها بالمدينة المزدهرة اقتصادياً. استهلت المجلة تقريرها بالقول، إن المدينة كانت قبل عقود مضت مجرد بقعة صحراوية تعتمد في نشاطها على صيد الأسماك وزراعة النخيل وتربية المواشي، وإنها تحولت اليوم لتصبح بين المدن الأسرع نمواً على مستوى العالم، حيث أشادت بالتغير الكبير الذي طرأ على ملامح المدينة بأن احتضنت نموذجاً عالميا في ناطحات السحاب، مع التنوع الكبير في تركيبتها السكانية ومعدلات النمو السنوية المطّردة التي تشهدها، بغض النظر عن النمو العالمي المتباطئ. واعتبرت المجلة معدلات النمو التي شهدتها دبي خلال السنوات الماضية أمراً استثنائياً، حيث أشارت إلى أن مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة لا يتعدى 2%، وأن تجارتها الخارجية غير النفطية بلغت نحو 247 مليار يورو في عام 2015، وقالت، إن المدينة طوّرت بنيتها التحتية من مواصلات واتصالات وكهرباء وخدمات وغيرها، بدون الاعتماد على النفط خلافاً لما هو سائد في المنطقة. مشاريع عملاقة ومع المبالغ الضخمة التي تم ضخها إلى مشاريعها العملاقة، قالت المجلة، إن البنى التحتية المتطورة التي تتمتع بها دبي تحققت وأنجِزت بتسارع منقطع النظير. وأشارت إلى أن دبي تتقدم على جميع مدن المنطقة بنحو 10 إلى 15 عاماً، بفضل ما تحتضنه من مرافق متطورة في الصحة والتعليم والمواصلات وغيرها. وأضافت المجلة قائلةً، إن مطارات دبي بطاقاتها الاستيعابية المتزايدة لعبت دوراً كبيراً فيما وصلت إليه المدينة اليوم، حيث أشارت إلى أن مطار دبي الدولي يعتبر من المطارات الأكثر ازدحاماً على مستوى العالم، مسجلاً أكثر من 78 مليون مسافر العام الماضي، منوهةً إلى أن مطار آل مكتوم الدولي سيسجل نحو 220 مليون مسافر بحلول عام 2030. وأسهبت المجلة في الحديث عن دبي قائلةً، إن المدينة تحتل المرتبة الرابعة في قائمة المدن العالمية الأكثر زيارة بحسب ماسترد كارد، إضافة إلى أنها تتبوّأ المرتبة السابعة عالمياً في قائمة فوربس للوجهات السياحية العالمية الأكثر تأثيراً، مشيرةً إلى أن دبي تشهد نمواً في زوارها بمعدل سنوي يبلغ أكثر من 8%، معتبرة قطاعي تجارة الجملة والتجزئة من أكثر القطاعات نشاطاً في المدينة، وأنهما يمثلان 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي. وعلى الرغم من كونها وجهة رئيسية للتسوق، أكدت المجلة أن دبي وجهة مفضلة لرجال الأعمال والشركات البريطانية، حيث تعمل في الإمارات إجمالاً نحو 4000 شركة بريطانية، مما يعكس متانة العلاقات التجارية بين البلدين، مشيرةً إلى أن الإمارات تعتبر الشريك التجاري ال12 لبريطانيا. وأظهرت نتائج مقابلات أجرتها المجلة مع عدد من رواد الأعمال البريطانيين في دبي، إجماعهم على القول، إن دبي هي المدينة الأكثر فرصاً واستقراراً في المنطقة. وأضافت المجلة، أن قطاعات السياحة والطيران والعقار هي الأكثر نشاطاً في دبي، وأنها تبني نفسها مدينة للحاضر والمستقبل، قائلة إن الناس يأتون إليها في طائرات ومطارات وفنادق وصفتها بالفخمة، مؤكدةً أن المدينة ارتقت بمستواها التجاري، وأنها أصبحت تقارع دولاً مثل بريطانيا وألمانيا وأمريكا بفضل الممارسات التجارية والتشريعات المرنة التي تمتاز بها. لا تباطؤ للنمو الاستثنائي مستقبلاً وأكدت مجلة دايركتر أن النمو الاستثنائي الذي حققته دبي لا يبدو أنه سيتباطأ يوماً، حيث ستستضيف المدينة معرض إكسبو الذي يستمر لستة أشهر في عام 2020، الأمر الذي سيزيد بلا شك من أهمية المدينة على الساحة العالمية ويقوي قاعدتها التجارية. وأضافت أن موقع المدينة المميز وقربها من الأسواق الناشئة في إفريقيا والهند يعدّ عنصراً مهماً في جذب الاستثمارات الأجنبية إليها، باعتبارها محوراً لحركة التجارة بين الشرق والغرب. واختتمت المجلة تقريرها بدعوة المستثمرين البريطانيين والشركات إلى التوجه نحو الاستثمار في دبي، حيث إن بيئة المدينة تعتبر مناسبة مع البريطانيين لتركيز مشاريعهم وأنشطتهم الاستثمارية، مشيرة إلى أن الإمارات إجمالاً تحتضن نحو 100 ألف بريطاني يعيشون ويعملون فيها.
مشاركة :