يسعى خريجو معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، مستفيدين من تحصيلهم العلمي المتقدم وما اكتسبوه من مهارات عالية وخبرة، إلى تحقيق طموحاتهم عبر العمل لدى شركات رائدة في مجال الابتكار على مستوى العالم، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الريادة في دولة الإمارات، وكذلك على المستويين الإقليمي والعالمي. ويلتحق حالياً العديد من خريجي المعهد الذين تجاوز عددهم 450 خريجاً، بمؤسسات وشركات في دولة الإمارات وخارجها؛ لبناء مسيرة مهنية ناجحة في مجالات الطاقة المتجددة والبيئة والنظم الذكية والتقنيات المستدامة، وإذ يستعد معهد مصدر لتخريج الدفعة السادسة من طلبته في برامج الماجستير والدكتوراه في 24 مايو/أيار الجاري، تلقي الخليج الضوء على عدد من خريجي المعهد البارزين، وتستعرض مسيراتهم العلمية والإنجازات والإسهامات القيّمة التي حققوها. ريم كتيت : بدء مسيرة دبلوماسية عقب تخرجها من برنامج ماجستير هندسة وإدارة النظم ضمن دفعة معهد مصدر لعام 2014، التحقت الخريجة الإماراتية ريم كتيت بوزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات؛ لتحقق حلمها وتبدأ مسيرة مهنية واعدة. وقالت ريم: لقد كان التحاقي بإدارة شؤون الطاقة والتغير المناخي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي بمثابة نقطة تحول في حياتي، إنها فرصة ثمينة لم أكن لأتوقعها، حيث فسحت لي المجال لأكرس جزءاً من الجهود الدبلوماسية لدولة الإمارات في مجال يستحوذ على جل اهتمامي. ومن موقعها ضمن وزارة الخارجية، تسهم ريم حالياً في وضع الخطط ودعم جهود دولة الإمارات الرامية إلى تحقيق تقدم على صعيد الشراكات والاستثمارات المالية في قطاع الطاقة النظيفة، والتي بلغت 840 مليون دولار العام الماضي فقط. وكانت ريم ضمن الدفعة الأولى من طلبة أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، التي تأسست في عام 2014 بهدف تزويد الدبلوماسيين الإماراتيين الحاليين والمستقبليين بالمعرفة المطلوبة والخبرات متعددة التخصصات التي تؤهلهم لخدمة مصالح الدولة. وعزت الدبلوماسية الإماراتية الشابة قدرتها على الانخراط في العمل الدبلوماسي إلى ما اكتسبته من معارف خلال دراستها في معهد مصدر، قائلة: يتيح مجتمع أساتذة وطلبة معهد مصدر المجال لتعلّم دروس قيّمة تساعد الخريج على التميز بين نظرائه في المجال المهني، وقد أسهم المعهد في توسيع آفاق فهمنا وتزويدنا بالخبرات التي تمكننا من الانطلاق بخطى واثقة في حياتنا العملية. وشاركت ريم خلال دراستها في معهد مصدر بالعديد من البرامج والمشاريع البحثية، كان من ضمنها الالتحاق ببرنامج تدريبي في اليابان، وقضاء فصل دراسي في الخارج شاركت خلاله مع فريق أبحاث الاستدامة في مركز ناسا إيمز التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك القيام برحلة إلى فاراناسي بالهند وساعدت خلالها منظمة غير حكومية تعمل في مجال النماذج التجارية لنظم الطاقة المصغرة، فضلاً عن نيلها فرصة المشاركة التطوعية في لجنة المراجعة ضمن جائزة زايد لطاقة المستقبل. محمد الشرهان : تعزيز الاستدامة في قطاع النقل سعى محمد الشرهان، خريج برنامج ماجستير هندسة القوى الكهربائية ضمن دفعة معهد مصدر لعام 2013، إلى الاستفادة من تحصيله العلمي في رد الجميل لوطنه والمساهمة في تعزيز الاستدامة في قطاع النقل في دولة الإمارات. ويعمل محمد، الملازم أول في وزارة الداخلية، كمهندس طرق ومواصلات بإدارة هندسة المرور في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، حيث يركز من موقعه هذا على إرساء أعلى مستويات السلامة والفعالية في نظم النقل بأبوظبي، وكذلك دعم مبادرة مدن ذكية آمنة التي تهدف إلى تعزيز إجراءات السلامة في نظم النقل. وقال: لقد أسهمت المناهج المتقدمة التي يوفرها معهد مصدر في تنمية مهارات البحث والتحليل لدي، الأمر الذي ساعدني على إجراء تقييم دقيق لكل حالة ودراستها من عدة أوجه، وجمع المعلومات اللازمة، وتحديد المشكلات الرئيسية التي تتطلب المعالجة. فاضل عبدالرحمن: تطويرنظم جرد انبعاثات الغازات الدفيئة التحق فاضل عبدالرحمن، خريج برنامج ماجستير هندسة القوى الكهربائية ضمن دفعة معهد مصدر لعام 2013، بعد التخرج بمركز دبي المتميز لضبط الكربون، ليواصل العمل في مجال الاستدامة الذي يستحوذ على اهتمامه، ويبقى قريباً من مدينة أبوظبي التي درس فيها. ويشغل الشاب الهندي حالياً منصب مدير تقني مساعد في المركز، حيث يتولى مهام إدارة الطاقة، ووضع استراتيجيات وسياسات الاقتصاد الأخضر، وكذلك العمل على الحد من آثار التغير المناخي لمجموعة من المشاريع. وأعرب عبدالرحمن عن سعادته؛ لكونه أحد الأشخاص الرئيسيين المسؤولين عن وضع وتنفيذ سياسة واستراتيجية حكومة دبي الخاصة بالطاقة والتغير المناخي. ومن موقعه هذا، قام عبدالرحمن بوضع سياسات واستراتيجيات تهدف إلى مساعدة حكومة دبي ومؤسساتها الرئيسية على تحقيق إدارة فعالة للموارد المتعلقة بمجالات الكهرباء والمياه والنقل والنفايات والتصنيع. وأعرب عبدالرحمن عن فخره بالمساهمة في تطوير نظم وقوائم جرد انبعاثات الغازات الدفيئة لكل من دولة الإمارات وعُمان والكويت. ميثاء الكعبي : مكافحة ظاهرة التغير الحراري ركزت ميثاء الكعبي، خريجة برنامج ماجستير هندسة المياه والبيئة ضمن دفعة معهد مصدر لعام 2012، على تسخير ما اكتسبته من معرفة وخبرة خلال دراستها في معهد مصدر على المساهمة في دعم القطاعات الوطنية والجهود العالمية الرامية لمكافحة ظاهرة التغير الحراري. وتشغل ميثاء حالياً منصب ملحق شؤون الطاقة والتغير المناخي في سفارة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، حيث تعمل على تعزيز أواصر التعاون بين الدولتين في مجالات الطاقة والتغير المناخي، وتؤكد ميثاء بدورها أن دراستها في معهد مصدر قد ساعدتها إلى حد كبير على أن تكون مؤهلة لهذا المنصب. وقالت ميثاء: يترتب على العاملين في السلك الدبلوماسي امتلاك مهارات تواصل قوية، وهذا ما ساعدني عليه المجتمع المتنوع الذي يمتلكه معهد مصدر؛ لما يضمه من أساتذة وطلبة على مستوى عالٍ من العلم والثقافة. برايان وارشاي: إدارةحمولة الطاقة والتخزين المنزلية يعمل برايان وارشاي، خريج برنامج ماجستير هندسة وإدارة النظم ضمن دفعة معهد مصدر لعام 2011، حالياً لدى شركة متخصصة بالطاقة المتجددة ويرأسها إيلون ماسك، أحد رواد التكنولوجيا على مستوى العالم. يشغل الشاب الأمريكي، مستفيداً من تحصيله العلمي وخبرته، منصب محلل طاقة رئيسي في سولار سيتي، الشركة الأمريكية المزودة لخدمات الطاقة بما فيها تصميم وتمويل وتركيب نظم الطاقة الشمسية، والتي أسسها كل من بيتر وليندون رايف، أبناء عم إيلون ماسك رئيس الشركة. وقال برايان لإعطاء لمحة عن طبيعة عمله: إنني أقوم بإجراء تحليل تقني واقتصادي لمنتجات إدارة حمولة الطاقة والتخزين المنزلية الجديدة التي توفرها شركة سولار سيتي، وكذلك تقييم مدى تأثير نظم التسعير الجديدة في الفعالية المتعلقة بالتكلفة وخفض فواتير عملائنا. مساهمة في تأسيس صندوق استراتيجي إماراتي صيني شاركت ميثاء الكعبي خلال دراستها في معهد مصدرفي البعثة العالمية إلى القطب الجنوبي 2012 تحت قيادة المستكشف القطبي روبرت سوان، والتي كللتها برفع العلم الوطني لدولة الإمارات وشعار معهد مصدر على أرض القطب الجنوبي، كما مثلت ميثاء برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل في قمة الأرض ريو +20. وأشارت إلى أكثر ما تفخر به بعد التخرج، وهو اشتراكها في تمهيد الأرضية المناسبة لإجراء النقاشات الثنائية بين الإمارات والصين، والتي قادت إلى تأسيس صندوق الاستثمار الاستراتيجي المشترك بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في البنية التحتية والطاقة مع تخصيص نسبة كبيرة للطاقة النظيفة. وتسعى ميثاء الكعبي إلى مواصلة عملها في تمثيل دولة الإمارات في المحافل الدولية، وتأمل أن تساعد على تمهيد الطريق أمام الفتيات الإماراتيات.
مشاركة :