وقفة عند الركيزة الأولى لرؤية المملكة 2030 (1) | سهيلة زين العابدين حماد

  • 5/14/2016
  • 00:00
  • 45
  • 0
  • 0
news-picture

تقوم الركيزة الأولى لرؤية المملكة (2030) على عمقنا الحضاري العربي والإسلامي، فبلادنا مهد الإسلام، ومهبط الوحي والحضارة الإسلامية، بها الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، فمكة المكرّمة والمدينة المنوّرة غنيّتان بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتقوم رؤية المملكة على العمل على زيادة المعتمرين إلى (30) مليونًا سنويًا، وإثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية مع الالتزام بإنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم، وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية وتنظيم زيارتها. وبما أنّ الرؤية تضمّنت الترحيب بالآراء والأفكار لأخذها في الاعتبار في رسم ملامحها، فإنني أتقدَّم ببعض المقترحات لجعل هذه الركيزة حقيقة واقعة، بتخطِّي العقبات التي ستُواجهها، وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية، فقد تعجّب سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حديثه التلفزيوني من عدم وجود متحف إسلامي في بلادنا التي هي مهد الإسلام، وأضيف إلى تعجّبه تعجّبًا آخر، وهو أنّه في سنة (2010) بناءً على طلب من المملكة، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة أنّ حي الطريف في مدينة الدرعية موقع تراث عالمي، وبذلك يصبح ثاني موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي إلى جانب مدائن صالح بناءً على طلب المملكة؛ في وقتٍ لمَ نُدخِل أثرًا من الآثار النبوية ضمن الآثار العالمية، بل نجد بعضها قد طُمس، فهُنَاك من الفقهاء من يَرَى عدم مشروعية الحفاظ على الآثار النبوية والصلاة في المواضع التي صلَّى فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ممّا أدى إلى إزالة بعض الآثار النبوية في المدينتيْن المقدستيْن، مستدلين برواية غير صحيحة أوردها عبدالرزاق في مصنّفه عن الأعمش، وسعيد بن منصور في سننه أنّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- رأى أقوامًا ينزلون فيصلون في مسجد، فسأل عنهم، فقالوا: مسجد صلّى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم أنّهم اتخذوا آثار أنبيائهم بيعًا، من مر بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليصل، وإلا فليمض»، فهذه الرواية من حيث المتن تتناقض مع الآيات التالية: 1- ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخر﴾ (الأحزاب: 21)، فالله جل شأنه قد أمرنا بالتأسي برسوله الكريم في أقواله وأفعاله وأحواله، فكيف يعد التأسي به بالصلاة في المواضع التي صلى فيها مدعاة للبدع والشرك؟ 2- (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، فإن كان الله جعل مقام نبيه إبراهيم مصلّى، فكيف يُحرّم الصلاة في أماكن صلى فيها خاتم الأنبياء والمرسلين؟ وجاء في تفسير ابن كثير لها: «قال عمر بن الخطاب يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلّى؟ فنزلت: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى)، فكيف يطلب سيدنا عمر جعل مقام إبراهيم مصلّى، ويستنكر على الناس اتباع سنته عليه الصلاة والسلام في مكان صلَّى فيه؟. للحديث صلة. suhaila_hammad@hotmail.com

مشاركة :