أحيانًا عندما تقرأ الخبر، لا تملك إلا أن تقول (الله أكبر)، ولقبول الأعمال يشترط النية، ولا أعرف ما هي نية شركة (سي في إس) الأمريكية، للمواد الطبية والتجميلية وتجارة التجزئة، عندما قرّرت منع بيع الدخان في كل أفرعها الممتدة في الولايات المتحدة، والتي بلغ عددها 7,600 فرع. بدأ المنع في عام 2014، وخسرت معه الشركة (2) مليار دولار من إجمالي دخلها، البالغ 60 مليارًا تقريبًا كل سنة، ومع ذلك تماسكت ولم تضعف ولم تتراجع عن قرارها، والكلمة كما وردت في محاضرة هيلينا فولكس، نائب الرئيس، قالت: بدأنا فكرة المنع، بهدف اجتماعي بحت، لأننا لا نريد أن نناقض أنفسنا، ونبيع المرض، والدواء في وقتٍ واحد. تقول هيلينا في محاضرتها، التي ألقتها، في مؤتمر القيادة الرأسمالية الواعية، في نيويورك، مطلع هذا الأسبوع، بعد سنتين فقط، وجدنا رد الفعل الإيجابي، يعود علينا بفائدة، فبعد الانخفاض الحاد، عادت المبيعات في تحسُّن، وحققنا السنة الماضية، 10% من صافي الأرباح أفضل من السنوات السابقة مع الدخان، الذي كنَّا نضطر إلى بيعه لأجل تحسين مبيعاتنا فقط. بركة منع الدخان، كما تقول هيلينا، جاءت من ثلاثة طرق، أولها أصبح الزبون أكثر ولاءً لمتاجرنا، لأن مصداقيتنا أعلى، وأفعالنا لا تتناقض مع مبادئنا، فأصبح يُعطينا الفرصة الأولى للشراء، وثانيًا، منع الدخان، جعلنا نستقطب أفضل الموظفين الذين لديهم نفس المبادئ ونفس الولاء، فأصبحت كفاءة العمل أعلى، وثالثًا، ارتبطت بنا المنشآت التجارية المورِّدة لنا، أو المقدمة لخدمات إضافية بسعر أقل، فأصبحت بوليصة التأمين أقل كلفة. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ، إلاَّ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ)، رواه الأمام أحمد.