عزاؤنا للشهداء الذين قضوا نحبهم في بيت الله الحرام، الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا، في حادثة مأساوية، نسأل الله أن يتغمّدهم برحمته، وقد أحسن عزؤانا فيهم جميعًا، عندما تفضل خادم الحرمين الشريفين بزيارة النّاجين، ووقف على الحادث بنفسه، وإصداره، حفظه الله، تصريحات مطمئنة، جاءت بعد الزيارة مباشرة، يتوعّد فيها المتسببين، بالتدقيق والمحاسبة. نحمد الله ونشكره، أن الحادث جاء في توقيت خارج نطاق الصلوات الكبرى، خارج ذروة الزحام، وإلا كانت الضحايا أكبر لا سمح الله، ونحمد الله أن الرافعات الأخرى بقيت صامدة أمام الريح العاتية التي داهمتها فجأة، وإلا كانت الحوادث متعددة، ونحمد الله، أن ما حصل كان في طرف من المسعى، ولم يتسبب في الذعر، والهروب، الذي يؤدي عادة إلى وقوع ضحايا تفوق أضعاف الحادث نفسه. تنوعت تكهنات الناس بشأن السبب والمتسبب، ومع إيمان الجميع بأنه قضاء وقدر، وأنه لن يؤثر على سلامة الحج، ولا على سلامة بقية الحجيج، إلا أن التكهنات كانت تدور حول ثلاث جهات: الأولى هيئة الأرصاد، لأنها لم تُحذِّر الناس بأخذ الاحتياطات اللازمة، والعاصفة كانت متوقعة ومعروفة عندهم قبل وصولها بساعات للحرم. والجهة الثانية، المقاول، بغضّ النظر عن اسمه، وعن مسؤولياته، فقد كان من المفترض أن يزيل أو يخفض الرافعات خارج أوقات العمل، والجهة الثالثة، هي الجهة المختصة بالأمن والسلامة في المشروع، والتي كان عليها عند تنفيذ التوسعة، أن تضع في ذهنها، ابتعاد الرافعات عن المناطق المأهولة بالمصلّين، لأن السقوط يمكن، لا سمح الله، أن يقع ضمن الأخطاء البشرية. #القيادة_نتائج_لا_أقوال كن صاحب قرار، فالقرار الخطأ، إن اتخذته بعد اجتهاد، يظل أقل خطورة من عدم اتخاذك للقرار، حيث النتائج كارثية. ويقول فرانسيس بيكون، الأمل، إفطارٌ جيّد، ولكنه عشاءٌ سيئ.
مشاركة :