أعلنت الجمعية الخيرية الطبية الدولية المعروفة باسم منظمة أطباء بلا حدود أنها لن تشارك في القمة العالمية للعمل الإنساني. وقالت المنظمة إنّ انسحابها ممزوج بخيبة أمل بعد شهور من المناقشات التحضيرية. وتعتقد منظمة أطباء بلا حدود أن القمة قد تصبح بمثابة طوق نجاة للمسؤولين عن تصاعد الاحتياجات الإنسانية، أي الحكومات. كما ترى المنظمة أن القمة قد ضلت طريقها وأصبحت ورقة التوت التي تخفي العورات تحت ستار من النوايا الحسنة. ووصف الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هيرفي فيرهوسل، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، هذه الخطوة بأنها مخيبة للآمال كون منظمة أطباء بلا حدود تمثل صوتاً قوياً ومؤثراً. من جانبها، قالت المدير التنفيذي للفرع البريطاني من منظمة أطباء بلا حدود، فيكي هوكينز إنّ هذا لا يمثل فك ارتباط بين منظمة أطباء بلا حدود والنظام الدولي، مشددة على أن المنظمة ستواصل الانخراط في الكثير من المحافل الدولية، من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى مجموعة السبع (G7). ومع ذلك، ترى أن هناك عدم تركيــز علــى الجزء الإنسانــي من القمــة العالمـية للعمــل الإنسانـي. نقص استجابة ومن وجهة نظـــر منظمة أطباء بلا حدود، يوجد نقص عـــام في القـــدرة على الاستجابة التشغـيلية للطـــوارئ، لاسيما في حالات الصراع وتفـشي الأوبئة، وكثيراً ما يكون التمويل المُقــــدم من الجهات المانحة مدفوعاً باعـــتبارات سياسية وأمنية. وفي إشارة إلى تفشي الايبولا في جنوب السودان وجــمهورية أفريقيا الوسطى، قالت هوكينز إن هناك فشلاً حقيقياً للنظام الإنساني... ونحن لا نعتقد أن القمة العالمية للعمل الإنساني تتصدى لهذا الأمر. وبالإضافة إلى عدم التعامل مع آليات الاستجابة، بما في ذلك إصلاح الأمم المتحدة نفسها، تزعم منظمة أطباء بلا حدود أن القمة، ووثيقة المعلومات الأساسية الصادرة عن الأمم المتحدة، تهدد بـ ذوبان المساعدات الإنسانية في أعمال أوسع نطاقاً تتعلق بالتنمية وبناء السلام وأجندات سياسية. وسيتم تخصيص جزء كبير من برنامج القمة العالمية للعمل الإنساني لمنع الأزمات والحد من الاحتياجات؛ بهدف إنهاء الطلب على الإغاثة. مع ذلك، فإن الإغاثة في حالات الطوارئ هي بحكم تعريفها ما يحدث عندما يفشل منع الأزمات، كما يشير المراقبون. خلاف المفاهيم تجدر الإشارة إلى أن منظمة أطباء بلا حدود ترى أن الطبيعة الاستثنائية للاستجابة الإنسانية، التي تختلف عن التنمية، هي التي تحتاج إلى دفاع قوي عنها. وتعمل العديد من المنظمات غير الحكومية عبر الخطوط الفاصلة بين التنمية وحالات الطوارئ، لكن منظمة أطباء بلا حدود تلتزم بدور أضيق في إطار تلبية الاحتياجات الطبية أثناء الأزمات، مؤكدة ضرورة الالتزام بالمبادئ الإنسانية، وهي عدم التحيز والاستقلال والحياد، اتباعاً للتقاليد التي سنتها الحركة الدولية للصليب الأحمر. وقالت هوكينز إن التطبيق الليبرالي لمصطلح المنظمة الإنسانية ليس مفيداً، مضيفة إن هناك توتراً متأصلاً بين الطبيعة السياسية للتنمية والضرورات الإنسانية، وبالتالي ينبغي الفصل بينهما. وتعتقد منظمة أطباء بلا حدود أن دعوة القمة إلى التزامات من قبل جميع المشاركين، سواء كانوا من منظمة غير حكومية صغيرة أو قوة عالمية عظمى، تضع الجميع على نفس المستوى، متجاهلة المسؤوليات المحددة للدول إزاء دعم وتنفيذ القانون الدولي الإنساني. تغيير سلوك وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للتحالف العالمي من أجل مشاركة المواطنين (تحالف عالمي لجماعات المجتمع المدني) دانانجايان سريسكانداراجا إن أكبر الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية يمكن أن تتوصل إلى اتفاق حول الطريقة التي تنوي اتباعها لتغيير سلوكها خلال السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أنه واثق جداً من أن الصفقة الكبرى سوف تكون واحدة من الأشياء القليلة المثيرة للاهتمام التي ستنتج عن هذه القمة. ويُعتبر الشكل غير العادي للقمة مصدر قوة وضعف في آن واحد؛ فقد أُتيحت للشعوب المنكوبة والمنظمات غير الحكومية في الشطر الجنوبي من الكرة الأرضية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية الأخرى فرص أكثر من المعتاد لسماع صوتها. ولكن من ناحية أخرى، يرى سريسكانداراجا أنه من دون نفوذ قانوني توفره عملية حكومية دولية مثل أهداف التنمية المستدامة أو اتفاق تغير المناخ الذي تم التوصل إليه في العام الماضي، فإن الدول الأعضاء تكاد تكون مجرورة جراً إلى القمة. وأشارت هوكينز إلى عدم وجود آلية إنفاذ لتنفيذ حتى الالتزامات المبهمة. 5/23 تنطلق القمة العالمية للعمل الإنساني، في إسطنبول، في 23 مايو بعد ثلاث سنوات من المشاورات، وهي الأولى من نوعها وتأتي في وقت ترتفع فيه الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات حرجة. وتتوقع الأمم المتحدة مشاركة ستة آلاف شخص في هذا المؤتمر الإنساني التاريخي.. لكن منظمة أطباء بلا حدود عزت انسحابها إلى أنّه لم يعد لدينا أمل بأن القمة العالمية للعمل الإنساني ستعالج مواطن الضعف في العمل الإنساني. تأكيد أكدت نائب الرئيس للسياسة والممارسة الإنسانية في تحالف المنظمات غير الحكومية الأميركي إنتر أكشن (InterAction) باتريشيا ماكيلريفي أن أعضاء التحالف لديهم وجهات نظر وآمال مختلفة بشأن القمة. وقالت ماكيلريفي في تصريحات صحافية: لا أعتقد أن هناك نقصاً في إدارة التوقعات بشكل عام... ولا أعتقد أننا حصلنا على قدر كبير من الوضوح بشأن النتائج المتوقعة. ينشر في البيان بترتيب مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)
مشاركة :