قرية القصار التراثية.. مَعْلَم تاريخي وحضاري في جزر فرسان

  • 11/30/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر قرية القصار، التي تقع في جزيرة فرسان التابعة لمنطقة جازان جنوب غرب المملكة العربية السعودية، واحدة من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس الإرث الثقافي العريق لهذه المنطقة. تعد القرية من أقدم المستوطنات في جزر فرسان، إذ تعود نشأتها وفقاً للمؤرخين إلى العهد الروماني، وتضم في جنباتها آثاراً قيمة تدل على مرور حضارات عدة عبر الزمن، بما في ذلك نقوش ورسومات تعود إلى العهد الحميري. القرية التي يُقدّر عدد منازلها بحوالي 400 منزل، تُبنى بشكل رئيسي من الحجارة وجريد النخل، مما يعكس مهارة السكان في الاستفادة من الموارد المحلية في البناء. تقع القرية على بُعد 5 كيلومترات تقريباً جنوب مركز محافظة فرسان، وعلى مسافة 2 كيلومتر من قلعة لقمان الشهيرة، مما يجعلها مركزاً ثقافياً بارزاً في المنطقة. من أبرز المعالم في قرية القصار هو موقع “الكدمي”، الذي يحتوي على نقوش صخرية تعود إلى العهد الروماني، وتحديداً إلى عام 24 قبل الميلاد، إضافة إلى كتابات بخط المسند الجنوبي تعود إلى العهد الحميري، مما يبرز أهمية القرية كموقع تاريخي. القصار ليست فقط قرية ذات طابع تاريخي، بل إنها تعد أكبر واحة للنخيل في جزر فرسان، حيث كانت تمثل منتجعاً صيفياً لسكان الجزيرة. يتميز الطقس في هذه المنطقة بظاهرة تُعرف باسم “موسم العاصف”، وهي رياح شمالية صيفية تنبئ بموسم نضوج الرطب، حيث يترقب أهالي فرسان هذا الموسم ليتزامن مع احتفالاتهم وأفراحهم السنوية. تستفيد القرية أيضاً من كثرة الآبار والمياه العذبة التي تنتشر في أرجائها، مما ساهم في جعلها مركزاً مهماً للزراعة. كما يقع بالقرب من القرية وادي مطر، الذي يُعد من المناطق المحمية في جزر فرسان ويعتبر موطناً لعدد من الغزلان البرية، مما يعزز من أهمية المنطقة البيئية والتنوع الحيوي فيها. تُعتبر قرية القصار اليوم رمزاً للتراث الثقافي والطبيعي في جزر فرسان، حيث تمثل مزيجاً من التاريخ، الثقافة، والطبيعة الخلابة التي تجعلها وجهةً سياحية مهمة لعشاق التاريخ والتراث.

مشاركة :