كشف مسؤولون أمريكيون النقاب عن أن الولايات المتحدة نشرت عناصر من قوات العمليات الخاصة في شرق وغرب ليبيا منذ أواخر العام الماضي، أسند إليها مهمة التحالف مع شركاء محليين قبل هجوم محتمل ضد تنظيم داعش الإرهابي. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» في موقعها الإلكتروني أمس الجمعة عن هؤلاء المسؤولين، الذين اشترطوا عدم تسميتهم، قولهم إن إجمالي عدد هذه العناصر أكثر من 25 عنصرًا وإنهم يعملون حول مدينتي مصراتة وبنغازي سعيًا وراء كسب حلفاء محتملين بين الجماعت المسلحة المحلية وجمع معلومات عن التهديدات. واشنطن مستعدة لتخفيف الحظر على تصدير الأسلحة إلى ليبيا قدر البنتاجون وجود حوالى 6000 مقاتل «داعشي» في ليبيا ويعكس الدفع بهذه العناصر في بلد مليء بالتهديدات من جانب المليشيات قلق إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء قوة فرع داعش في ليبيا والتوقعات واسعة النطاق بشأن شن حملة ممتدة ضد التنظيم. ورفض المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك تقديم معلومات محددة عن فرق التقييم، ولكنه قال إن عسكريين يجتمعون مع العديد من الليبيين من مختلف التوجهات في مسعى لمساعدتهم في تهيئة مناخ آمن. إلى ذلك، أفاد مسؤولون ودبلوماسيون أمريكيون وكالة فرانس برس أمس الجمعة أن الولايات المتحدة مستعدة لتخفيف الحظر المفروض من الأمم المتحدة على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، وذلك بهدف مساعدة حكومة الوفاق الوطني الليبية على محاربة تنظيم داعش الإرهابي. ويمكن للأمم المتحدة، بموجب مشروع قرار يدعمه البيت الأبيض، إدراج استثناءات على حظر أقره مجلس الأمن الدولي في 2011 على بيع الأسلحة إلى ليبيا في أثناء سعي الزعيم الراحل معمر القذافي إلى قمع انتفاضة شعبية أطاحت به في النهاية. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لفرانس برس طالبًا عدم نشر اسمه «إذا أعدت الحكومة الليبية قائمة مفصلة ومتجانسة بما تحتاج إليه لمحاربة تنظيم داعش، واستجابت لكل شروط الاستثناء، فأعتقد أن أعضاء مجلس (الأمن الدولي) سينظرون ببالغ الجدية في هذا الطلب». وقال المسؤول «هناك رغبة صحية جدًا داخل ليبيا في التخلص بأنفسهم من تنظيم داعش، وأعتقد أن هذا أمرٌ علينا أن ندعمه ونستجيب له». وقدر البنتاغون في وقت سابق من هذه السنة وجود حوالى 6000 مقاتل في تنظيم داعش في ليبيا، متوقعًا وفود مقاتلين أجانب للانضمام إليهم. وتحظى حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بدعم قوي من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفائها الأوروبيين الذين يريدون مساعدتها على إرساء سلطتها ومواجهة الجهاديين. واعتبر أوباما أخيرًا أن أحد أبرز الأخطاء التي ارتكبها خلال ولايته تتعلق بليبيا. وقال «على الأرجح عدم التخطيط لما بعد ما أعتقد أنه كان قرارًا صائبًا، أي التدخل في ليبيا». لكن يترتب على الغرب تجنب الظهور وكأنه يتدخل في ما لا يعنيه تحت طائلة تقويض سلطة الحكومة الهشة.
مشاركة :