في المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور عبدالمحسن القاسم عن فضل نعمة الإسلام مستهلا خطبة الجمعة أمس مذكراً بعظم نعمة الإسلام. وأن من لم يعرف الجاهلية لم يعرف حقيقة الإسلام وفضله. وأن من أكبر مقاصد الدين مخالفة أعدائه لئلا يعود الناس إلى جاهليتهم، فنهي عن التشبّه بأمور الجاهلية. وأشار إلى أن حسن الظن بالله عبادة ودين، ومن أساء الظن بربه فقد سلك طريق الجاهلية. وزاد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الأمن من مكر الله أو اليأس من روحه ينافي الإيمان، وعليه كان أهل الأوثان، مذكراً بأن المؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، فيرجو رحمته ويخاف عذابه، عامراً قلبه بحب ربه. وذكر أن الإسلام دين قيّم، جعل الله أهله أمة وسطا، فلا غلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط، صراط مستقيم مجانب لطريق المغضوب عليهم والضالين. وأفاد أن الدين أتى بوجوب مخالفة أهل الشرك والضلال في عدة أمور، من بينها مخالفتهم في أماكن ذبحهم، وفي الصلاة والنداء إليه أمرنا بمخالفتهم فشرع الأذان، وكره بوق اليهود وناقوس النصارى، ونهى عن الصلاة بعد الفجر حتى طلوع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب، لأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان، وحينئذٍ يسجد لها الكفّار، وكذلك مخالفتهم في دفن الأموات، وفي الصدقة جاء الأمر بإنفاق الأموال في سبيل الله خلافاً لمن أنفقها في الصدّ عن سبيله. وأضاف أن في الصيام فصلا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر، ولا يزال الناس بخير ما أخروا السحور، وعجّلوا الفطر مخالفة لأهل الكتاب. وكذا مخالفتهم في أمور عديدة بالتواضع وعدم الكبر أو السخرية بالآخرين، وترك الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت، وكذلك النهي عن أكل الربا. وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن من سنن أهل الكتاب أنهم لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر وإذا أمروا نسوا أنفسهم، فكانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وقدوة لغيرهم. داعياً إلى الاجتماع والألفة التي حض عليها الإسلام بالاجتماع على والٍ يقوم بأمور دينهم ودنياهم والسمع والطاعة له في غير معصية.
مشاركة :