أميمة الخميس: لسبب غامض لم يقرّ «الشورى» اتحاداً للكتاب

  • 5/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتبة الروائية أميمة الخميس صاحبة نتاج أدبي وفكري مميز صدر لها (قصص نسائية من السعودية، الترياق، أين يذهب هذا الضوء، مجلس الرجال الكبير، الوارفة) وغيرها من المؤلفات المتعددة الأطياف والاتجاهات، الكاتبة القوية المختلفة كما وصفوها، التي ظهر اسمها في وقت كان يصعب ربّما على المرأة السعودية أن تكون حاضرة بكل هذا الزخم، أميمة الخميس ضيفة نتشرف بحضورها في هذا الفضاء ونبدأ معها من حيث البدايات من حيث الرؤية الأولى والفكرة الأولى والخطوة الأولى، وإليكم نص الحوار: • لكل مزرعة بذرة انطلاق، متى زرعت هذه البذرة؟ •• لا يوجد هناك نقطة انطلاق، أو لحظة تنوير مفاجئة، فبواكير الوعي تسترجع أبيات الشعر التي كانت تسبح في غرفات المنزل فألتقطها وأعيد ترتيبها مع لثغة اللسان وتخلخل الأسنان، مع الحروف التي إذا لَعِبت سوياً تصبح شجرة أو مركبا، المفردات التي تشبه الكريات الزجاجية الملونة حينما تنفجر على الورقة تتعمق الورقة وتتقولب وتصبح بستاناً. • ما هو تأثير والدك على حياتك المهنية؟ •• هو الذي حصنني عن قلق البدايات في بواكير التجربة، فسر لي الافتنان بالمفردات وتسجيعها، الشغف العارم بالحكايات، الرغبة في سكب توتر التجربة اليومية في قوالب الأحرف، كانت تلك المظاهر لا تقلقني ولا تغمض علي... عندما أراها فيه. • روائية، ناقدة، صحفية أين تجد أميمة نفسها أكثر؟ هل نستطيع أن نقول إن أميمة اليوم صاحبة قلم حر! •• قوالب الأنواع الأدبية اخترعها النقاد، ويكابدها الكتاب، وأصبحت نظرية الأجناس الأدبية تمارس تسلطا دكتاتوريا تتقاطع مع سيولة وتدفق العملية الإبداعية، تلك الحدود المكهربة التي ترتفع بين الأنواع الأدبية تمارس نوعا من الاستبداد الأدبي، رغم أن المدارس النقدية لما بعد الحداثة تتجلى في إمكان تجدد النص عبر سياقات مختلفة ومتباينة، فالكتابة هي بيتي الكبير، في حدائقه وبين مراجيحه ونوافيره أكتب قصص الأطفال، في مجلس الرجال الكبير أكتب مقالاتي التي تلامس الشأن العام، في غرفاته الداخلية الحميمة أهمس بالحكايات، وأنشد بعض الأشعار. • إلى ماذا يفتقر المشهد الثقافي السعودي اليوم برأيك؟ وهل مازال المثقف يخشى أن يتحرر بكتاباته من الغطاء التقليدي والغطاء الديني! •• المشهد الثقافي السعودي لابد أن ينتقل للمرحلة المهنية، وتأسيس مراكز ثقافية كبرى تحتفي بالقدرات وتحتضن المواهب، وتفعل اقتصاديات الثقافة لتدعمه وتفسح له آفاقا بعيدا عن الرسمية. التجربة الدينية هي تجربة روحية سامية، لم تكن قط ضد الجمال والثقافة والفنون، ولكن قد يكون بعض الفكر المؤدلج وليد ثقافة الاستبداد يرفع العقبات ضد التجليات الروحية السامية الموجودة في الفن من موسيقى وفن تشكيلي ودراما. • المرأة السعودية اليوم أصبح لديها كرسي في مجلس الشورى في مجلس البلدية هل نستطيع أن نراها قاضية في يوم قريب مثل بقية الدول المجاورة في الكويت والبحرين وقطر مثلا؟ •• لقد كتبت مقالا يوما تحت عنوان (يا ليتها كانت القاضية) فصلت فيه بأنه لا يوجد أي معوقات تمنع وجود المرأة القاضية وقد أجازه كثير من الفقهاء. • هل توجد قاعدة جامعة لبيانات المثقفين والمثقفات السعوديين اليوم؟ وإن كنا لا نشهد مثل هكذا آلية فما هو الخلل؟ •• أعتقد أن وزارة الثقافة لديها قاعدة أولية لبيانات المثقفين السعوديين، كما أن هناك معجما للأدباء السعوديين صدر أخيرا. • لماذا للآن لا يوجد لدينا اتحاد يجمع الكتاب السعوديين وأين يكمن سبب هذا القصور؟ •• المسميات دون لوائح وأنظمة فعالة، تخدم الكاتب، وتحمي حريته، وتجربته، بلا جدوى فقط واجهات وبريق، هيئة الصحفيين كمثال، ماذا قدمت للصحفيين؟ لذا يجب أن نكون على حذر عند اختيار المسميات إذا لم تكن تستند إلى أرضية متينة من اللوائح والأنظمة التنفيذية، وأعتقد أن مشروع اتحاد الكتاب قد سبقت مناقشته في مجلس الشورى لكن لم يخرج من هناك لسبب غامض! • هل أنت راضية عن دور المرأة السعودية اليوم على أرض الواقع؟ وهل هي صاحبة صوت مسموع حقا؟ •• على المستوى العام ملف المرأة يتداوله عدد من الجهات، دون أن يكون له جهة مستقلة تعنى به (مجلس أعلى للمرأة والطفل) أي مجلس يسهم في معالجة كثير من الأوضاع المعلقة التي تخصها، ومن ناحية أخرى على مستوى شخصي أضيق نجد أن هناك حالة انفصال بين المرأة ذاتها وبين هويتها الإنسانية المعبرة عن استقلال وعيها وإرادتها، وهي في كثير من الأحيان تنساق لما تقولبت داخله، دون أن يكون لها دور واضح في مناقشة أبسط حقوقها الشرعية، أو تلك المتعلقة بمدونة الأحوال الشخصية. • يقال إن المثقف السعودي يرعى اسمه بنفسه! ماذا تقدم وزارة الثقافة للمثقف اليوم؟ •• هذا أفضل، فهو يخلق حالة من الاستقلال والمسافة بين المثقف والمؤسسة الرسمية صحية ومطلوبة، الاستقلال يمنح المثقف مساحة أوسع للتعبير والموضوعية، يبقى المطلوب من المؤسسات الثقافية تهيئة مناخ إيجابي وداعم لتجربة المثقف. • أميمة الخميس.. هل تخشى الرقابة في ما تكتب؟ •• لا.. لأنني أشعر بأنني أكتب بكثير من الحب والصدق، ولا أعتقد أنني أمتلك نزعة عدوانية مستفزة في الكتابة.. لذا أستغرب حين يحجب الرقيب أحد أعمالي. • بكل خصوصية المجتمع السعودي هل يثق رأي الشارع بالمثقفة السعودية؟ •• المشاركة في مقالات الرأي هي الخروج من الحيز الخاص المتواري والدخول إلى الفضاء العام، الجلوس على مقعد في مجلس التاريخ الكبير الذي كان الذكور فيه يستحوذون على القلم والسطور، استرداد ليونة المفاصل لرفع القلم، اكتشاف الهوية النسوية من خلال تجربة وجودية تخص النساء، خلق احتمالات للحقيقة تتقاطع مع حقيقة الرجل الأحادية في رؤيته للعالم. في البداية كانت الكاتبة تقرأ من باب الفضول، ومن ثم من باب المقارنة، الآن باتت تسهم في دفع الأشرعة ومنازلة الرياح. • كثير من القراء لرواية البحريات نادوا بتحويل روايتك إلى عمل درامي هل ممكن أن تكون حاضرة هكذا فكرة في المستقبل القريب؟ •• أتتني بعض العروض التي ترغب بتحويلها لعمل درامي، لكنها كانت بإمكانات مهنية ضعيفة، لذا ترددت. • متى يمكن أن نشهد خبر وصول الرواية السعودية للعالمية! •• مصطلح العالمية غامض وفضفاض، ولا أعرف له أطرا تحدده، وإن كان يعني الترجمة والانتشار، ففد تمت ترجمة كثير من الأعمال المحلية ولاقت قبولا وانتشارا. • لماذا لا يتجه القارئ السعودي برأيك لقراءة الفلسفة مثلها مثل الرواية والشعر! •• بالعكس بتنا نلمس في الآونة الأخيرة ميلا كبيرا للاطلاع على الفلسفة، والاستمتاع بالمنتج الفلسفي العالمي، وتكوين حلقات الفلسفة بين عشاق القراءة، وتأسيس المواقع على الإنترنت التي تحتفي بالفلسفة، يبقى من هذا كله، أن تدخل الفلسفة إلى المناهج التعليمية، للتعويد على التفكير وصناعة السؤال والبحث عن الأجوبة وفق شروط منطقية علمية. • الاتجاه الإداري ماذا أضاف لأميمة الخميس؟ •• غادرت العمل في وزارة التربية والتعليم منذ ما يقارب خمس سنوات، وعلى كل حال لم تكن تجربتي هناك إيجابية، واختصرتها في كتابي (ماضي-مفرد-مذكر).

مشاركة :