قال رئيس الوزراء السوري، المهندس محمد غازى الجلالي، اليوم الأحد، إن الجيش السوري بدأ مرحلة جديدة من التصدي للعدوان، مؤكدا أنه يعد بتحرير كامل التراب السوري. جاء ذلك عقب جلسة استثنائية عقدها مجلس الوزراء السوري، ناقش خلالها تداعيات هجوم المجموعات المسلحة التي تتزعمها «جبهة النصرة» على حلب وإدلب، والمستجدات المتعلقة بالواقع الخدمي والإنساني الذي سببه هجوم هذه الجماعات المسلحة. اجتماع مجلس الوزراء السوري – مصدر الصورة: موقع مجلس الوزراء السوري ووجه مجلس الوزراء تحية الإكبار والتقدير للصامدين في حلب، مؤكدا ثقته العالية بأنهم سيبقون كآثارها وتاريخها قلعةً عصيةً على الغزاة والإرهابيين، كما أكد مجلس الوزراء أنه وإن كان يحضِّر منذ ما يزيد على الشهر لعقد جلسة قادمة للمجلس في مدينة حلب، فإنه اليوم أكثر تصميما على استكمال التحضيرات لعقد جلسة قادمة قريبة بهمة أبطال الجحيش والقوات المسلحة، في مدينة حلب عاصمة الاقتصاد الوطني وعاصمة الثقافة والصمود. واستهل الجلالي الجلسة بتوجيه تحية إجلال لشهداء الجيش والقوات المسلحة الذين ارتقوا دفاعا عن حلب، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى. وأكد الجلالي أن «ما قامت به جبهة النصرة وتوابعها ما هو إلا محاولة يائسة لإنعاش أحلامها ببسط فكرها وممارساتها الإرهابية المتطرفة على ترابنا الحبيب، معربا عن الثقة بقدرات جيشنا وقواتنا المسلحة بقيادة الرئيس بشار الأسد، القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وحرص الحكومة على توفير كل مقومات ومتطلبات المعركة المشرفة ضد الإرهاب وداعميه، وتقديم كل ما هو مطلوب لقواتنا المسلحة بما يكفل تحقيق النصر». تطورات المعارك وقدم وزيرا الداخلية اللواء محمد الرحمون والدفاع العماد علي محمود عباس عرضا عن الواقع الراهن والتطورات الميدانية، وتصدي القوات المسلحة للمجموعات الإرهابية وتكبيدها خسائر فادحة على أكثر من محور من محاور القتال ودفعها للتراجع. من جانبه، أوضح وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن سوريا خلال السنوات الماضية من الحرب الإرهابية عليها مرت بظروف أصعب وأقسى من الظرف اليوم، لكنها صمدت وتخطت العقبات، موضحا أهمية تسليط الضوء على خطورة ما تخفيه تلك التنظيمات الإرهابية من أفكار سوداء وأفعال لا تمت للإنسانية بصلة. واستعرض وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس لؤي خريطة الواقع الخدمي والإداري في محافظة حلب بعد دخول المجموعات الإرهابية إليها وسيطرتهم على معظم المباني الحكومية فيها، وترهيب العاملين والموظفين والمواطنين، وأشار إلى أن المحافظ والقيادات الإدارية في المحافظة يتابعون الوضع في المحافظة عن كثب من مواقعهم الحالية خارج مكاتبهم الرسمية، مؤكدا الحرص على استمرار قيام مؤسسات الدولة بتقديم خدماتها حيث تسمح الظروف بذلك، وحيث لا تقوم مخاطر تهدد حياة العاملين فيها. تهجير الأهالي وأشار وزير الإدارة المحلية والبيئة إلى تهجير الأهالي من جراء ترويع وبطش العصابات الإرهابية وانتقالهم خارج مدينة حلب إلى المناطق الواقعة تحت كنف مؤسسات الدولة السورية، موضحا أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ممتلكات المواطنين في محافظة حلب، كما يتم تقديم الاستجابة الطارئة للمهجرين جراء الإرهاب. من جهته تحدث وزير النفط والثروة المعدنية، الدكتور فراس قدور عن الإجراءات التي قامت بها الوزارة في سبيل تسهيل حصول أهالي حلب على الوقود، وكذلك تسهيل حركة عبور المهجرين وتوفير محطات الوقود المتنقلة على الطرقات لتخديم السيارات التي تقلهم وتسهيل وصولهم إلى مقاصدهم. كما استمع مجلس الوزراء إلى تقرير مفصل من وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية عن عمل المنظومة الصحية في البلد وعن استعدادها لاستقبال المصابين والجرحى من مدنيين وعسكريين، مؤكدا أن الظروف الصعبة التي شهدها قطاع الصحة جعلته يكتسب خبرة واسعة في التعامل مع مثل هذه الظروف الطارئة، وعلى توفير كل مستلزمات العمليات الإسعافية في جميع المشافي الوطنية. استقبال المهجرين واستعرضت المهندسة سمر السباعي، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، الجهود التي تقوم بها الوزارة ومديرياتها المعنية في المحافظات، وكذلك جهود الجمعيات الأهلية والمجتمع الأهلي في استقبال المهجرين وتوفير مقومات إقامتهم المرحلية ريثما تتم إعادة استقرار الأوضاع في حلب ومحيطها. وتم التأكيد خلال الجلسة على أن مؤسسات الدولة عملت بكل إخلاص وتفانٍ يدًا بيد مع مؤسسة الجيش والقوات المسلحة، لكن الظروف كانت قاسية وصعبة والتحضير من دول وأجهزة استخبارات عالمية وتمويل ودعم غير محدود جعل التعامل معها صعبا في بداياتها. وشددت الحكومة على التزامها بشكل كامل بمتابعة الأوضاع في حلب، ومتابعة وضع مؤسسات الدولة، كل وزير فيما يخصه، لاتخاذ القرارات المطلوبة وبالسرعة الممكنة، ومتابعة ملف المصابين والجرحى باعتباره أولوية قصوى للحكومة، وتوفير كامل الدعم للمنظومة الصحية، مع تقديم كامل الخدمات المطلوبة للمهجرين وإقامتهم، وتكليف وزارتي النفط والكهرباء اتخاذ كل الإجراءات لتسهيل إقامة وتخديم الإخوة المهجرين. وقررت الحكومة تكليف وزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي لتقييم الوضع التعليمي والتربوي وتقديم المقترحات المناسبة لمجلس الوزراء المنعقد يوم الثلاثاء المقبل لاتخاذ ما يلزم بشأنه في ضوء التطورات الميدانية، مع تكليف وزارة الثقافة التواصل مع المنظمات الدولية المعنية بخصوص الحفاظ على الآثار والتراث المادي واللامادي في محافظة حلب. وأعلن مجلس الوزراء أنه في حالة عمل دائمة وسيكون هناك اجتماعات متابعة على مدار الساعة للجان الوزارية، وكذلك لمجلس الوزراء عند اللزوم لمتابعة الأوضاع الميدانية واتخاذ ما يلزم حيالها. تواصل المعارك وأكد الجيش السوري، اليوم الأحد، استعادة السيطرة على بلدة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي. وأعلن الجيش السوري قد أعلن، أمس السبت، أن قواته تواصل التصدي لهجوم شنته فصائل مسلحة في حلب «بكل نجاح وإصرار»، وأنها ستنتقل قريبا إلى الهجوم المعاكس لاستعادة جميع المناطق التي سيطر عليها المسلحون وتحريرها بشكل كامل. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :