انطلق معرض المخطوطات السعودي في الدرعية، بتنظيم من هيئة المكتبات تحت شعار “حكاية تُروى لأثر يبقى”، حيث شهد اليوم الأول جلسات ثقافية ناقشت العلاقة بين المخطوطات التاريخية الأصيلة والتقنيات الحديثة المستخدمة في حفظها ودراستها. ويُسلط المعرض الضوء على الإرث الثقافي الغني للمملكة ودورها البارز في توثيق هذا التراث وتوظيف التكنولوجيا لتعزيز قيمته للأجيال القادمة. وناقشت الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان “تاريخ المخطوطات النادرة” نوادر مخطوطات الدرعية وأهميتها التاريخية والثقافية، حيث استعرض المشاركون قيمة مخطوط نادر يزيد عمره على 800 عام، وهو أحد الكنوز الثقافية في الرياض. وتطرقت الجلسة لدور هذه المخطوطات في توثيق حقب مهمة من تاريخ المملكة، مع استعراض أساليب حفظها كإرث ثقافي، وشارك في النقاش نخبة من الخبراء، منهم د. عبد العاطي الشرقاوي و د. راشد بن عساكر و د.علي العمران و د. عادل الزهراني، الذين شددوا على أهمية تعزيز الاهتمام بالمخطوطات ودورها في توثيق الهوية الثقافية. وركزت الجلسة الثانية والتي جاءت بعنوان “المخطوطات والتقنية” على استكشاف دور التقنية والذكاء الاصطناعي في الأرشفة الرقمية وحماية المخطوطات من التلف. تناولت الجلسة أساليب رقمنة النصوص وتحليلها باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتوفير فهم أعمق لأبعادها الثقافية. وشارك في الجلسة د. سعيد ناصر المطوع، أ.د عبد الرحمن السعيد، د. محمد السبيعي، ومنيرة القناص، حيث قدموا رؤى متنوعة حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الوصول إلى المخطوطات وحمايتها. ويستمر المعرض حتى السابع من ديسمبر، ويعرض أكثر من ألفي مخطوطة نادرة من كبرى مكتبات المملكة، والتي تضم 27% من إجمالي المخطوطات العربية. ويهدف إلى إبراز جهود المملكة في جمع هذا الإرث الثقافي وحمايته، مع التركيز على دور هيئة المكتبات في توظيف التقنية لخدمة التراث الثقافي وفتح آفاق التعاون مع المؤسسات الدولية. يمثل معرض المخطوطات السعودي نموذجًا فريدًا يجمع بين التراث والتقنية، ويعكس التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الثقافي ونقله للأجيال القادمة. من خلال هذا الحدث، تسعى المملكة إلى إبراز قيمتها الحضارية وتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للحفاظ على المخطوطات وصونها بأساليب حديثة ومبتكرة.
مشاركة :