الكويت: الخليج في جو مشحون بالتوتر وانسداد الأفق تستمر مشاورات السلام اليمنية في الكويت اليوم الأحد بعقد جلسة عامة مشتركة بين الأطراف المعنية بمشاركة القوى السياسية الممثلة في وفد الحكومة اليمنية ووفدي الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، يعقبها عقد مؤتمر صحفي في المساء للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وناقش المشاركون في جلسة أمس السبت القضايا السياسية والأمنية وقضية الأسرى والمعتقلين، وتقييم عمل اللجان الثلاث بشأن هذه القضايا للاتفاق على الخطوات المقبلة والتوصل لتفاهم حقيقي وحل دائم وقابل للتنفيذ لتسوية الأزمة اليمنية تماشيا مع المرجعيات المتفق عليها. وقد عقد ولد الشيخ أحمد في البداية جلسة مشاورات ثنائية مباشرة مع أربعة ممثلين من كل وفد من وفدي الحكومة والحوثيين، قبل أن يدعو إلى الجلسة العامة. بدوره أعلن وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد الحكومي إلى محادثات السلام في الكويت، عبدالملك المخلافي، أن هوة الخلاف مع وفد الحوثيين واسعة. وقال المخلافي عقب انتهاء جلسة المشاورات التي عقدت أمس السبت، بمشاركة أربعة أعضاء من كل وفد وبحضور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمدنحن نناقش من أجل عودة الدولة لتكون مصدر أمان للجميع، وهم يفكرون فقط بالسلطة، ويطالبون بحكومة توافقية وتقاسم السلطة. وأضاف أستغرب كيف تستطيع ميليشيات انقلبت على الدولة، ودمرت المؤسسات، والقوانين، والجيش، أن تعتبر اقتسام السلطة قضية مقدمة على استعادة الدولة. وأكدت مصادر قريبة من المباحثات، أن الأطراف على مواقفها الثابتة رغم التقدم الملحوظ في ملف الأسرى والمعتقلين والذي تم الاتفاق فيه على اطلاق نصف عدد الأسرى من الجانبين قبل حلول شهر رمضان المبارك، وتطرح بعض الأطراف الآن تطوير المقترح ليشمل الاتفاق جميع الأسرى والمعتقلين، بشرط توقف كل أطراف الصراع عن أسر أو اعتقال أشخاص جدد. وأوضحت المصادر أن الوفد الحكومي بدأ صبره بالنفاد بسبب المماطلة والدوران في حلقة مفرغة التي يدفع وفدا الحوثيين وصالح المباحثات إليها لإطالة أمد المفاوضات وتحقيق مكاسب على الأرض تثبت حقوقا جديدة، وتمثل ورقة ضغط إضافية، لافتة إلى أن الوفد الحكومي يبدي احتراماً كبيراً للدولة المضيفة الكويت ولا يريد أن يغادر فعلاً قبل إتمام اتفاقية السلام، لكن المشكلة في الطرف الآخر الذي دأب على المماطلة وإعاقة المفاوضات والرغبة المحمومة في إطالة أمدها. وطالبت المصادر جميع الأطراف بوضع مستقبل اليمن ووحدة وسلامة أراضيه وحقن دماء أبنائه فوق أي اعتبارات سياسية أو مذهبية، مشددة على ضرورة الاتفاق في مشاورات الكويت على الخطوط العامة لإطار السلام التي تحقق تلك الأهداف، محذرة من مغبة مغادرة الكويت من دون التوصل إلى اتفاق لأن ذلك يعني فتح أبواب المجهول.
مشاركة :