أفاد نائب رئيس الحكومة اليمنية وزير الخارجية رئيس وفد الحكومة في مفاوضات الكويت، عبدالملك المخلافي، أمس، بأن هناك هوة واسعة في نقاشات المفاوضات مع وفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، بسبب اختلاف رؤية الطرفين، بالتزامن مع دخول المشاورات من أجل السلام أسبوعها الرابع، دون تحقيق أي تقدم بين الوفدين، على الرغم من الضغوط العربية والدولية على وفد الميليشيا، من أجل تقديم التنازلات، وإيقاف تعنته الهادف إلى إفشال هذه المشاورات. وفي التفاصيل، قال المخلافي في حسابه الرسمي على موقع تويتر: هناك هوة واسعة في مشاورات الكويت، فنحن نناقش من أجل عودة الدولة لتكون مصدر أمان للجميع، وهم يفكرون فقط بالسلطة، ويطالبون بحكومة توافقية وتقاسم سلطة، في إشارة إلى وفد الميليشيا. وأضاف المخلافي مطالبنا، ومعنا شعبنا اليمني، هي استعادة الدولة والسلام، وهم يقولون: (ممثلو الحوثي وصالح)، بصريح العبارة، تعالوا نتفق على السلطة، وإلا لن تحصلوا على الدولة، ولا السلام. وأردف قائلاً كلما تقدمنا حاولوا التراجع، لكننا سنثبت التقدم ونحرص من أجل شعبنا أن نحقق السلام، مهما كانت الصعوبات. واختتم المخلافي بالقول نستغرب كيف تستطيع ميليشيا انقلبت على الدولة، ودمرت المؤسسات والقوانين والجيش، أن تعتبر اقتسام السلطة قضية مقدمة على استعادة الدولة. وعقدت، أمس، جلسة مشتركة لفرقاء اليمن في مشاورات الكويت، بواقع أربعة أعضاء من كل فريق مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لبحث أسباب عدم تقدم النقاشات في اللجان الثلاث المنبثقة عن الجلسات المباشرة، وتجاوز الخلافات التي نشبت بين الجانبين، خصوصاً بعد لجوء وفد الميليشيا إلى استخدام الألفاظ النابية في تعامله مع ممثلي وفد الحكومة اليمنية في اللجان الثلاث. وأكد مصدر في وفد الحكومة اليمنية، لـالإمارات اليوم، أن الجلسة انتهت دون أي عناوين واضحة أو اتفاقات، جراء إصرار وفد الميليشيا على تقديم الحل السياسي على تنفيذ القرار الأممي رقم 2216، موضحاً أن الجلسة، التي استمرت قرابة الساعتين، دارت فيها نقاشات وأحاديث حول أسباب الخلافات، وأهمية تجاوزها. وأضاف أن وفد الميليشيا ظل، خلال الجلسة، يتلاعب بالحديث، ويحاول إعادة النقاش إلى البدايات، وتحديد مرجعيات المشاورات، وجدول أعمالها الذي تم إقراره مرتين من قبل، جراء تراجع وفد الميليشيا في المرة الأولى، مؤكداً أن النقاشات انتهت دون تحقيق أي تقدم في تجاوز الخلافات بين الوفدين، الأمر الذي بات يلمح إلى احتمالية فشل المشاورات. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر دبلوماسية، لـالإمارات اليوم، عن جهود خليجية ودولية تبذل من أجل إنجاح هذه المشاورات، التي يحاول وفد الانقلابيين إفشالها، بعد مرور أربعة أسابيع على انطلاقها، مشيرة إلى ضغوط تمارسها دول عربية وأوروبية على وفد الميليشيا، بشأن تقديم تنازلات خلال المشاورات، والكف عن تعنته، الذي يهدف من خلاله إلى كسب مزيد من الوقت، لتعزيز موقفه العسكري في الميدان. ويرى مراقبون سياسيون محليون وإقليميون أن على الحكومة اليمنية أن تعود إلى الخيار الثاني، لإنهاء الانقلاب على الشرعية في البلاد، في إشارة إلى الحسم العسكري، خصوصاً بعد دخول المشاورات أسبوعها الرابع دون تحقيق أي نتائج، جراء تراجع وفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح عن أي اتفاقيات، ومحاولته فرض صفقات سياسية، تضمن للميليشيا المشاركة في العملية السياسية المقبلة، ومنح الرئيس المخلوع علي صالح حصانة، مثل تلك التي منحت له خلال توقيع المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية في نوفمبر 2011. يشار إلى أن مفاوضات الأطراف اليمنية في الكويت بدأت في 21 أبريل الماضي، بلا سقف زمني، برعاية الأمم المتحدة، دون إحراز أي تقدم ملحوظ في مختلف القضايا الخاصة بحل الأزمة، التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.
مشاركة :