تعرض معسكر زمزم للنازحين السودانيين للقصف المدفعي المكثف من قبل قوات الدعم السريع على مدى اليومين الماضيين، مما تسبب في مقتل 12 مدنيا وإصابة 21 آخرين. وأعلنت شبكة أطباء السودان "مقتل 8 مدنيين وإصابة 13 آخرين مساء أمس الإثنين في قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع علي مخيم للنازحين بمدينة الفاشر بغربي السودان". وقالت الشبكة (غير رسمية) في بيان صحفي اليوم (الثلاثاء) إن "معسكر زمزم للنازحين تعرض للقصف المدفعي المكثف من قبل قوات الدعم السريع على مدى يومي الأحد والإثنين الماضيين". وأضافت الشبكة أن حالات الـ 13 إصابة التي وقعت أمس حرجة وبينهم نساء وأطفال. فيما قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (متطوعون) في بيان صحفي أمس إن الهجوم الذي وقع أمس الأول الأحد، تسبب في مقتل 4 مدنيين وإصابة 8 آخرين. وأضافت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان اليوم "أن ميليشيا الدعم السريع، تستهدف المواطنين العزل في معسكر زمزم للنازحين منذ يومي الأحد والإثنين الماضيين بأكثر من 20 قذيفة مدفعية". ووصفت منظمة أطباء بلا حدود الهجوم على معسكر زمزم بأنه "كابوس حقيقي" للنازحين. وقالت في بيان صحفي "إن مخيم زمزم للنازحين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور يتعرض لهجوم بقصف مكثف من قوات الدعم السريع، ما أوقع قتلى وجرحى وتسبب في نزوح جماعي". وأعلنت المنظمة عن إخلاء مستشفي تديره داخل المعسكر، وقالت "أصبح مستشفى أطباء بلا حدود الآن فارغا، وتم إجلاء آخر ثلاثة مرضى في العناية المركزة، الذين لا يزالون يعتمدون على الأكسجين، تحت ظروف خطرة". ولم تعلق قوات الدعم السريع على الحادث. ويعد معسكر زمزم الواقع علي بعد نحو 12 كيلو مترا جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أحد أكبر معسكرات النازحين بدارفور. ووفقا للأمم المتحدة، يبلغ عدد سكان المعسكر ما لا يقل عن 500 ألف شخص، بسبب الاشتباكات المستمرة في مدينة الفاشر. ومنذ 10 مايو الماضي تدور مواجهات عنيفة في الفاشر بين الجيش السوداني والمتحالفين معه، وقوات الدعم السريع. ويسيطر الجيش السوداني على الفاشر، وتقاتل بجانبه حركات دارفورية مسلحة، كانت قد وقعت مع حكومة السودان في العام 2020 اتفاق "سلام جوبا"، من أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم. وتعد الفاشر مركز إقليم دارفور المكون من خمس ولايات وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع. ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 27120 قتيلا وفقا لموقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة. ووفقا لإحصائية صادرة عن منظمة الهجرة الدولية في 29 أكتوبر الماضي، فإن العدد الإجمالي للفارين بسبب الحرب في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص. وبحسب الإحصائية، هناك 11 مليون شخص نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة. ووفقا للأمم المتحدة، فإن لدى السودان أعلى معدل نزوح داخلي في العالم.
مشاركة :