"لم نكن نتوقع يوما من الأيام أن نشغل هكذا مدرسة" بهذه الكلمات وصف عمار ريسان مدير مدرسة المساهمة النموذجية التي بنتها شركة تشنخوا الصينية بمنطقة الكرغولية شرقي بغداد، شعوره بعد إكمال بناء المدرسة. وشيدت شركة تشنخوا للبترول الصينية مدرسة المساهمة النموذجية على مساحة 10 آلاف متر مربع، لتكون أول مدرسة ذكية بمناطق شرقي بغداد وتضم 18 فصلا دراسيا وستة مختبرات متكاملة وملعبا لكرة القدم وقاعة اجتماع ومساحات خضراء. وبنيت المدرسة كمشاركة من الشركة الصينية ضمن مبادرة الحزام والطريق، وفقا لـ ما تشنغ، المدير العام لشركة ((إي بي أس)) النفطية الصينية التابعة لشركة تشنخوا. وقال ما تشنغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تشارك شركة تشنخوا للبترول الصينية بعمق في بناء مبادرة الحزام والطريق عالية الجودة". وأوضح أن المدرسة لقد تم تسليمها رسميا وبدأ استخدامها، مؤكدا أن الشركة تعمل على بناء جسر جديد لتعزيز التفاهم بين الشعبين الصيني والعراقي. واستطرد "عندما قمنا بزيارة ميدانية للمدارس القديمة بالمنطقة، وجدنا الجدران مشققة، والمقاعد والطاولات متهالكة، والإضاءة خافتة، وهذه أمور تؤلم قلوبنا". وتابع "الأطفال هم مستقبل الدولة، والتعليم هو الأساس لضمان التنمية المستدامة للأمم، طفلي بنفس عمر هؤلاء الأطفال هنا"، معربا عن أمله بتقديم إسهام حقيقي لهذا البلد الذي لا يزال بمرحلة إعادة الإعمار. وتزينت جدران القاعة الرئيسية للمدرسة بصور علماء صينيين أبرزهم كونفوشيوس، وعالم الرياضيات والفلكي الشهير تشو تشونغ تشي، والشاعر الشهير لي باي. -- تحقيق الحلم ساهم بناء المدرسة النموذجية التي تحتوي على بنى تحتية غير متوفرة بكل مدارس المنطقة بتحقيق حلم الطلبة والمعلمين بشغل بناية يتوفر فيها كل شيء. وقال ريسان لـ ((شينخوا)) "كنا نشغل مدرسة متهالكة من ناحية البنى التحتية، وهي مدرسة بالاسم فقط لأنها آيلة للسقوط وكان لدينا فصلين دراسين تم إخلاء الطلبة منهما". وأضاف "كنا نعاني معاناة كبيرة جدا، نحن والطلاب خلال الدوام نتيجة نقص الخدمات وقاعات الدراسة المتهالكة جدا، لكن بجهود الشركة الصينية أنجزت لنا هذا المشروع، الذي نعتبره مشروعا كبيرا جدا". وتابع "كنا نحلم بأن نشغل هكذا مدرسة"، مضيفا " نحن وطلابنا وأهالي المنطقة مرتاحون حاليا". وأكد ريسان أن بناء المدرسة منحهم دافعا وحافزا إيجابيا، معتبرا المدرسة بأنها تضاهي المدارس بالعديد من الدول العربية والأجنبية، مضيفا "هي مدرسة نموذجية 100 بالمائة لما تحتويه من خدمات وتأثيث ومرافق صحية وخدمات". ويرى سجاد حيدر، الطالب بالصف الثاني متوسط بأن حلمه سيتحقق بهذه المدرسة لتوفر كل الإمكانيات فيها من مختبرات وملاعب ومساحات خضراء التي تخلق بيئة مناسبة للتعليم. وقال "بالمدرسة السابقة كأننا في سجن لعدم توفر أي خدمات، وكنا عندما نقترب من الجدار تسقط منه بعض الأجزاء، أما الأن فكل شيء متوفر، ونقول للصينيين شكرا جزيلا على بناء هذه المدرسة الجميلة لأننا سنحقق أحلامنا". بدوره قال الدكتور وسام جواد معاون مدير عام تربية الرصافة الثانية التي تتبع لها المدرسة "برأي الخاص هذه المدرسة الأولى من نوعها التي تنشأ بهذه المنطقة من حيث سرعة الإنجاز، ونوعية العمل وتجهيز المدرسة". وأضاف "هناك تجهيز للمدرسة من ناحية المختبرات والشاشات الذكية وأجهزة الحاسوب ونظام كاميرات يحيط بالمدرسة من جميع الجهات وحتى داخل الفصول الدراسية". -- رفع المستوى العلمي يؤكد المعنيون والطلبة أن المدرسة ساهمت برفع المستوى العلمي للطلبة بشكل ملفت وكبير. وقال ريسان "ساهمت المدرسة برفع المستوى العلمي فقد أعطت دعما بالدرجة الأولى للطلاب وبالدرجة الثانية للكادر وبالدرجة الثالثة للإدارة، فقد اجتمعت كل العوامل لكي ترفع من المستوى العلمي للطلاب". وأضاف "أصبح لدينا طموحا وحالة إيجابية وقد أثرت المدرسة تأثيرا كبيرا جدا من ناحية التدريس والمستوى العلمي، وحاليا يتطور المستوى العلمي ويرتفع قياسا بالسابق". ووفقا لبيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن نحو 3.2 مليون طفل بسن الدراسة خارج المدارس حاليا نتيجة الحروب وأعمال العنف وتهالك النظام التعليمي في العراق. ويرى وسام جواد أن بناء المدرسة ساهم بفك الاختناقات الحاصلة بسبب الزخم الحاصل بالسكان بهذه المناطق وقلة المدارس فيها. وأضاف "بناء هكذا مدرسة أكيد ستكون هناك نقلة نوعية في التربية والتعليم، فالطالب عندما يأتي ويجد بيئة جيدة فإن ذلك يساعده على رفع مستواه العلمي". ووفرت هذه المدرسة كل الوسائل الحديثة بالتعليم ما خلق دافعا لدى الطلبة لرفع مستواهم العملي. وقال الطالب سجاد "هناك فرق شاسع بين هذه المدرسة والمدرسة السابقة، حيث كان الطلبة ليس لديهم دافع للدوام، أما حاليا فالأمور مختلفة ولدى الطلبة دافعا للتعلم وعدم التسرب من المدرسة". أما زهراء حافظ، مدرسة الكيمياء فقالت "بالمدرسة السابقة لم يكن لدينا أي مختبر، حاليا الوضع مختلف كثيرا، حيث يوجد مختبر جيد فيه كل الأدوات، وهذا أدى إلى تحسن المستوى العلمي لدى الكثير من الطلبة". واختتمت أن "المستوى العملي للطلبة ارتفع نحو 70 بالمائة مقارنة مع المدرسة السابقة".
مشاركة :