< في الوقت الذي يبدأ فيه أكثر من 2٫6 مليون طالب وطالبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية صباح اليوم (الأحد) اختبارات نهاية العام الدراسي الحالي في مدارس التعليم العام الحكومي والأهلي في جميع مناطق المملكة يشعر ذوو الطلبة بأن الاختبارات التي لطالما كانت شبحاً يطارد أبناءهم ليل نهار لم تعد تحظى بالرهبة ذاتها التي كانت عليها في سالف الأزمان. (للمزيد). فاليوم لم يعد يظهر هذا «الشبح» الذي لا يُعرف سبب غيابه لدى طلبة الجيل الحالي الذين يرتادون مواقع التواصل الاجتماعي بكل أريحية، وجل ما يعبر عن أجواء اختباراتهم صورة لكوب القهوة والكتاب بجانبه ودعاء لاجتياز الاختبار، انقسم الطلبة لقسمين قسم يعيش ضغوطات الامتحانات بكامل هيمنتها وجبروتها النفسي، والقسم الآخر يعيش اللامبالاة كأحد فنون التجاوز. بينما يذكر طالب المرحلة الجامعية خالد الشريف أن الامتحانات أصبحت لا تشكل عبئاً ثقيلاً كما كانت في السابق، وإعطاؤها أكبر من حجمها قد يتسبب في عقد ومشكلات للطالب، وبدل أن تساعده في النجاح تصبح سبباً رئيساً لفشله ورسوبه. ولكن غادة الصحفي طالبة الثانوي تقول: «على رغم أن القلق والتوتر لا يخدمان الطالب، إلا أنني ما زلت أدخل في رعب الامتحان والخوف والعزلة عن كل شيء والانقطاع عن العالم في فترة الاختبارات حتى أستطيع الحصول على معدّل جيد، ويتزايد هذا كل عام وذلك لزيادة المتطلبات التي تؤهل الطالب لدخول الجامعة واختياره التخصص الذي يرغبه». ويرى استشاري الطب النفسي جمال الطويرقي أن رهبة الامتحانات ما زالت موجودة، وشبحها ما زال طليقاً يتجول بيننا كل عام، والدليل على هذا كثرة المراجعين للعيادات النفسية في هذه الفترة تحديداً، وتزداد الشكوى من الأبناء الذين يعانون من رهبة الاختبارات بأشكال متفاوتة، منها ما يأتي على شكل نوبات صرع، ومنها ما يكون بشكل بكاء هستيري ورفض مطلق لدخول قاعة الامتحان التي باتت أشبه بالمقصلة التي تنتظر المجرم. ويضيف الطويرقي: «أن ذلك يعود إلى أساليب التعليم التقليدية في جعل الاختبار نهاية المشوار الذي سيكون هو الحكم على حياة الطالب العلمية، وتداول بعض الأمثلة الغريبة مثل «في الامتحان يكرم المرء أو يهان»، وهي أمثلة سيئة، لماذا يهان الطالب في حال عدم اجتيازه؟ ربما كانت هناك ظروف صحية أو نفسية بخلاف ضعف المستوى الدراسي له». وتبقى مسارح البيوت شاهدة على مرور هذا «الشبح» الذي يحط رحاله كل عام، فهناك من تجاوزه، وهناك من ما زال يراه يكبر أكثر، وذلك للتعقيدات التي تزداد كل عام، وارتفاع متطلبات التخصصات الجامعية التي تحدد مستقبل الطالب الوظيفي. «رهبة الاختبارات» تطل من مسارح المنازل.
مشاركة :