أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الأربعاء، عن مخاوفها من تعرّض المدنيين في شمال سوريا ل انتهاكات جسيمة من قبل الأطراف المتحاربة التي تخوض مواجهات منذ أسبوع، تعد الأعنف منذ سنوات. وقالت المنظمة الحقوقية، في بيان: «يثير اندلاع الأعمال القتالية الكبرى في شمال سوريا مخاوف من أن يواجه المدنيون خطرا حقيقيا بالتعرض لانتهاكات جسيمة على يد الفصائل المسلحة والحكومة السورية». وطالب المنظمة الحقوقية أطراف النزاع كافة على التزام واجباتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك توجيه الهجمات فقط ضد الأهداف العسكرية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وضمان قدرة المدنيين على الفرار من القتال بأمان. سجلات الفصائل المسلحة وأشارت المنظمة، في بيانها، إلى أن «سجلات الفصائل المسلحة بشأن الاعتقالات تثير مخاوف جدية إزاء سلامة الأشخاص المرتبطين بالحكومة السورية أو الجنود السوريين الذين تم أسرهم أثناء الهجوم العسكري.. كما أن الفصائل لديها سجلات موثقة جيدًا لسوء معاملة الأقليات الدينية والعرقية والنساء في المناطق الخاضعة لسيطرتها». وقال نائب مدير منطقة الشرق الأوسط لدى المنظمة، آدم كوغل: «وعدت الجماعات المسلحة بضبط النفس واحترام المعايير الإنسانية، لكن في المحصلة سيتم الحكم على أفعالها وليس أقوالها». وأضاف كوغل: «من المؤكد أن السجل الدموي للفظائع التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع في سوريا سيستمر إذا ما اكتفى القادة بالأقوال ولم يدعموا جهود المساءلة». وتابع: «من دون عدالة موثوقة، لن تلوح في الأفق نهاية للمعاناة التي تحملها السوريون، بغض النظر عن الجهة التي تسيطر في الميدان». الهجوم على حلب ومنذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، تشن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل مسلحة متحالفة معها هجوما ضد الجيش السوري في شمال البلاد، تمكنت بموجبه من التقدم سريعا في مدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد وريفها الغربي. ويخوض الطرفان اشتباكات عنيفة في ريف حماة الشمالي، مع محاولة الفصائل المسلحة التقدم الى مدينة حماة التي باتوا يحاصرونها من ثلاث جهات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونزح أكثر من 115 ألف شخص جراء المعارك الأخيرة في محافظتي إدلب وحلب، وفق ما أفاد مسؤول في الأمم المتحدة، الأربعاء، فيما قتل أكثر من 700 شخص، بينهم 110 مدنيين على الأقل. مقتل 600 شخص ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يوثق أعمال العنف في سوريا، قُتل 605 أشخاص، من بينهم 107 مدنيين، مشيرًا إلى مقتل 299 من الفصائل المسلحة و199 من القوات الحكومية والموالين لها. طبقًا للمرصد، «فشلت هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة»، لافتًا إلى «معارك طاحنة مع قوات الجيش التي شنت هجومًا معاكسًا ليل الأربعاء بدعم جوي من الطائرات الحربية، استعادت خلاله قرية كفراع ومعرشحور، وأبعدت هيئة تحرير الشام عن مدينة حماة نحو 10 كيلومترات». وأشار إلى أن «تعزيزات عسكرية لقوات الجيش وصلت إلى محاور ريف حماة الشمالية والشرقية والغربية، إضافة إلى وصول مسلحين محليين من أبناء القرى إلى أطراف مدينة حماة»، موضحًا أن «الفصائل المسلحة سيطرت أمس على السماقيات وكفرراع ومعرشحور ومعردس ومدرسة المجنزرات التي تعد مقرًا لقوات الفرقة 25، واللواء 87 وحاجز بطيش ورحبة خطاب». ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :