تنفس القادة العسكريون والسياسيون الإسرائيليون الصعداء، صباح أمس، على أثر صدور بيان ما يسمى «حزب الله» اللبناني، الذي يزيح عنها المسؤولية المباشرة عن اغتيال مصطفى بدر الدين، القائد العسكري والأمني لقوات الحزب في لبنان، وألغت حالة الطوارئ التي كانت قد أعلنتها حال انتشار النبأ مرفقًا باتهامات لها. مصادر ما يسمى «حزب الله» أعلنت عبر قناة «الميادين» اللبنانية المقربة منها، وكانت قد وجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل في البداية. ومع أن الحكومة الإسرائيلية والناطقين بلسانها رفضوا التعقيب ببيان رسمي، فإنهم حرصوا على توجيه رسائل تلميحية تؤكد أنها «سعيدة بهذا لاغتيال ولكن لا علاقة لها به». إذ الناطق السابق بلسان الجيش، رون بن يشاي، قال إنه «على الرغم من أن بدر الدين ألحق أضرارًا بمصالح إسرائيلية كثيرة، إلا أنه كما يبدو، فإن إسرائيل ليست مسؤولة عن اغتياله». كذلك قال مصدر سياسي غير رسمي لوسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية إنه «لا توجد لإسرائيل يد في اغتيال مصطفى بدر الدين»، مضيفا أن «للرجل أعداء كثيرين في سوريا وغيرها». لكن الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية، غيورا آيلاند، زعم أن «إسرائيل هي التي اغتالت زعماء ما يسمى (حزب الله) عماد مغنية وجهاد ابنه وغيرهما، كما يبدو، وليس من المستحيل أن تكون إسرائيل هي التي اغتالته. ولكن إمكانية التكهن في الموضوع كبيرة، لأن أعداء هذا الرجل كثيرون، أولهم في الكويت ودول الخليج، وآخرهم (دواعش سيناء) المصرية». وأضاف آيلاند إنه يرجح أن مقتله تم بأيدي المعارضة السورية، لكنه لم يستبعد أن تكون العملية صادرة عن «أعداء من نوع آخر تربطهم مع بدر الدين علاقة مالية أو نساء». ولكن في وقت لاحق، تم تحرير تصريح رسمي من الحكومة الإسرائيلية، ألقاه نائب وزير التعاون الإقليمي في ديوان رئيس الوزراء، أيوب قرا، قال فيه: «لا علاقة لإسرائيل بموت بدر الدين». وتابع قرا «الرجل معروف بدوره الكبير في الإرهاب، والكثيرون أرادوا له الموت، بمن في ذلك كل من يحب إسرائيل، وهو اشترى عداء قوى متعددة في الشرق الأوسط ودوله الكثيرة، إلا أن اغتياله تم بأيدٍ عربية ولا علاقة لإسرائيل بها». وبعد انتشار البيان الثاني لما يسمى «حزب الله»، الذي يؤكد أن منفذي عملية الاغتيال هم من القوى «التكفيرية»، تنفس القادة الإسرائيليون الصعداء، وكشفوا أن قواتهم في الشمال على الحدود مع سوريا ولبنان، كانت قد أعلنت عن حالة الطوارئ لمواجهة خطر عمليات انتقامية ضد أماكن وجود الجيش الإسرائيلي. وبعدئذ انفلت الناطقون في الحديث عن العملية ومغزاها، فلم يخفوا فرحهم بالتخلص من هذا الرجل «الذي يعتبر أخطر من سلفه عماد مغنية»، كما قال ناطق بلسان المخابرات. وأضاف «إن عمله لا يقتصر على قيادة عمليات ما يسمى (حزب الله) وإيران في سوريا، بل إنه مسؤول عن عشرات العمليات والخطط ضد إسرائيل. ومسؤول عن تطوير الآلية الحربية لما يسمى (حزب الله)، التي بنيت بالأساس لغرض محاربة إسرائيل، ولكنها تحولت بشكل مؤقت إلى الجبهة السورية». وقال مسؤول آخر إن بيان ما يسمى «حزب الله» الثاني هو بمثابة «شهادة تبرئة لإسرائيل من عملية الاغتيال»، وهذا تصرف غير مسبوق لما يسمى «حزب الله».
مشاركة :