يأمل اللبنانيون في حدوث انفراجة في أزمة الفراغ الرئاسي خلال العام الجديد 2025، بعد دخول الأزمة عامها الثالث، ما تسبب في تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية في لبنان. وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، قد دعا إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية في التاسع من يناير المقبل، وقد تفجرت أزمة «الشغور الرئاسي» مطلع نوفمبر 2022 مع انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال عون، في 31 أكتوبر من نفس العام، وفشل مجلس النواب خلال 12 جلسة في التوافق على رئيس للبلاد. وأوضح الوزير السابق والنائب اللبناني، إيلي ماروني، أن جميع اللبنانيين يأملون في أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة النيابية المحددة، وهو ما يضع حداً للتدهور الذي تُعاني منه غالبية قطاعات الدولة اللبنانية، الأمر الذي تسبب في تفاقم الأوضاع المعيشية والعامة. وذكر ماروني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن نجاح مجلس النواب في انتخاب الرئيس يساهم في إعادة تكوين المؤسسات الدستورية في لبنان، وإحياء سلطة الدولة الغائبة منذ سنوات، مشيراً إلى أن مجلس النواب يستطيع إنجاز الاستحقاق الدستوري وانتخاب الرئيس في حال التوافق على اسم تلتقي حوله الأصوات النيابية. وتُجرى عملية انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية من أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 128 عضواً، عبر اقتراع سري بأغلبية الثلثين في الدورة الأولى، فيما يكتفى بالأغلبية المطلقة في دورات الاقتراع التالية، وتُحدد مدة ولاية الرئيس بـ6 سنوات، ولا يجوز عند انتهاء هذه المدة إعادة انتخابه إلا بعد انقضاء 6 سنوات أخرى. وأعرب ماروني عن تطلعه إلى حدوث ضغوط إقليمية ودولية، بالإضافة للضغوط الداخلية بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية الصعبة لعلنا نصل إلى انتخاب رئيس. ومن جانبها، توقعت الكاتبة والمحللة السياسية اللبنانية، ميساء عبد الخالق، أن تحدث انفراجة لأزمة «الفراغ الرئاسي» ، لا سيما أن الأزمة دخلت عامها الثالث، وتسببت في تداعيات خطيرة وخانقة تلقي بظلالها على ملايين الأسر اللبنانية في مختلف المناطق. وترى عبد الخالق، كما صرحت لـ«الاتحاد»: «أن الجلسة النيابية المقبلة قد تحمل اختراقاً للأزمة الرئاسية في ظل عودة اهتمام المجتمع الدولي بالشأن اللبناني، وهو ما يعطي دفعة قوية لجهود حل الأزمة في ظل تفاؤل حذر يسود الأوساط السياسية والشعبية، وبعد وقف إطلاق النار في الجنوب، وهو ما عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عندما شدد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرق، ولا يكون تحدياً لأحد. وأضافت عبدالخالق أن التطورات متسارعة للغاية، ورغم وقف إطلاق النار في الجنوب إلا أن الأوضاع ما زالت مقلقة، وبالتالي لا بد من الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
مشاركة :