وشاهد المصوّر مكاتب السفارة وقد تعرضت للتخريب، حيث انتشر الزجاج المتكسر في المبنى الواقع في منطقة المزة حيث سفارات أخرى ومكاتب الأمم المتحدة، بينما وقفت في محيطها شاحنات ممتلئة بمقتنيات مسروقة. وفتحت خزائن الملفات والأدراج، بينما تناثرت الأوراق والملفات ومحتويات أخرى، بما في ذلك أعلام إيرانية وسورية، في أنحاء المكان. وشاهد المراسل خزنة في وسط إحدى الغرف التي امتلأت بصور محطمة، من بينها لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني والمرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي. على الأرض كذلك، صورة ممزقة للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في أيلول/سبتمبر، وصورة للقائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل بغارة أميركية في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020. وخارج السفارة، كانت بعض الشاحنات متوقفة، بينما عمل بعض الأشخاص على تحميلها بمقتنيات سرقت من المبنى. وكان التلفزيون الرسمي الإيراني أفاد في وقت سابق "هاجم مجهولون السفارة الإيرانية"، مرفقا تقرير بلقطات بثتها قنوات أجنبية مختلفة. من جهتها، نقلت صحيفة "طهران تايمز" عن الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله إن "الدبلوماسيين الإيرانيين في السفارة في دمشق أخلوا المبنى قبل الهجوم". وقال بقائي في وقت لاحق إنّه تمّ اتخاذ "الإجراءات اللازمة" لضمان أمن الدبلوماسيين. وأشار في بيان إلى أنّ "السفير والموظفون في صحة ممتازة". وكانت إيران أبرز الحلفاء الإقليميين للأسد، وقدمت له دعما سياسيا وعسكريا عقب اندلاع النزاع في بلاده عام 2011. وأرسلت طهران "مستشارين عسكريين" لمساعدة الجيش السوري، وقتل العديد منهم في معارك وفي ضربات إسرائيلية استهدفت مجموعات مؤيدة لإيران. ويعود آخر لقاء علني بين الأسد ومسؤول إيراني الى الأول من كانون الأول/ديسمبر عندما زار وزير الخارجية عباس عراقجي دمشق. وفي اليوم التالي، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مكالمة هاتفية مع الأسد دعم بلاده له. أما الأسد فقد زار إيران عشر مرات منذ أصبح رئيسا لسوريا في العام 2000. وتعود زيارته الأخيرة إلى أيار/مايو 2024، بعد مقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في تحطم مروحيته.
مشاركة :