رياضي بين التفاؤل والتشاؤم | سعد بن جمهور السهيمي

  • 1/17/2014
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

تتدافع الكلمات أحيانًا بين الناس، وخاصة في مجال الرياضة، وهو المجال الذي أكتب فيه مقالي هذا، فيخرج من بعضهم عبارات في بعض الأحيان يشوبها نوع من التشاؤم خالية من التفاؤل، بل إن بعض هذه الحالات ربما أطلقت رأيًا تشاؤميًا نحو شخص أو فئة ترى أن تواجدها يعني التشاؤم، وخاصة قبل المباريات، وخشيتها تعرض الفريق لهزيمة أو ما شابه ذلك، فتطلق تشاؤمها منه علانية، وتصبح لازمة له، وهذا والعياذ بالله أمر مذموم شرعًا، فالشرع الحكيم نهى عن التشاؤم وحث على التفاؤل، وهو نهج نبوي حكيم، ويدلُّ على ذلك بعض النصوص الشرعية، ولعلَّ ممّا يستشهد به في هذا الجانب من القرآن والسنة بعض الآيات والأحاديث النبوية التي تنهى عن الطيرة والتشاؤم، ففي القرآن ذم الله جل وعلا هؤلاء المتطيّرين بدعاوي الأنبياء فقال سبحانه: "قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ" (19) سورة يس، كما نهى الرسول صلي الله عليه وسلم عن الطيرة، عَنْ عُبَيْدِاللهِ بْنِ عَبْدِاللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لاَ طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ. والحقيقة أن شعور الإنسان بالتفاؤل والبشر عند سماعه الكلمة الطيبة، أو رؤية الشيء الحسن، وشعوره بالتشاؤم والانقباض عند سماع الكلمة المستكرهة أو رؤية الشيء القبيح أمر فطرت عليه النفوس البشرية كما يشير إليه الحديث (ثلاثة لا يسلم منهن أحد: الطيرة والظن والحسد).. والطيرة بكسر الطاء وفتح الياء هي التشاؤم، والناس في ذلك متفاوتون، فمنهم من ينمو هذا الشعور في نفسه ويقوى بالاعتياد وشدة الانتباه ودقة الملاحظة، حتى لا يكاد يُفارقه بكل شؤونه، ومنهم من يقل إحساسه به ويضعف شعوره حتى يكاد يتلاشى، وفيما بين ذلك درجات ومراتب. ولعل تركيزي في مقالي هذا على بعض الأخوة الذي يصدر منهم شيء من التشاؤم قبل المباريات أو حتى في غيرها من أمور الحياة، فالحكم عام ويكون توكّلهم على الله جل وعلا، وهو نعم المولى ونعم النصير، ويوطن نفسه على ذلك، وهو أمر مطلوب من كل مسلم، وعلى المسلم أن يعلم أن التفاؤل والتشاؤم ينبعان من داخل النفس، فينبغي توطينها على أن تنظر إلى الحياة بشكل عام وإلى ما يخصه من الجانب الرياضي بمنظار التفاؤل، ويكون باعثه على ذلك الأمل ورجاء ما عند الله، حتى لا يكون لذلك أثر سيئ لديه ويمتطي طريق القنوط والتشاؤم واليأس، اسأل الله أن يوفقنا جميعا للسير على نهجه صلى الله عليه وسلم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة :