لم يكن ديننا اﻹسلامي أبدًا يدعو إلى لغة العنف اللفظي والعبارات المسيئة، وهو الذي هذب أخلاق الصحابة والسلف الصالح وساوى بين الضعيف والقوي والغني والفقير، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وهو الذي يرفض ما يحدث من مماحكات في الوسط الرياضي تؤدي أحيانًا بأصحابها إلى الخروج عن النص، واستخدام عبارات مخالفة لديننا بهدف الانتصار للنفس، وقد يصل بعضها للعنصرية المقيتة في أحيان أخرى، ولعلنا نشير إلى النهج النبوي الذي ضرب أروع اﻷمثلة في العدل بين الناس، ولنتذكر على سبيل المثال الخلاف الذي وقع بين أبي ذر وأحد الصحابة كانت أمه أعجمية فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما وقع بينهم بعد أن اشتكى ابن الأعجمية للنبي صلى الله عليه وسلم وقال لأبي ذر: إنك امرئ فيك جاهلية من الصحابة كلهم، ولنتأمل أن هذا الرجل الذي عيّره بأمه أبو ذر ووجد في النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملاذًا يستنصر له وكان له ذلك، حيث اهتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشَكَاته، وعاتب أبا ذر معاتبة شديدة كما ذكرت سابقًا، واعتذر له بعد ذلك أبو ذر، وحزن على فعله رضي الله عنه وأرضاه. وما يحدث حاليًا في الساحة الرياضية هي حالات تتكرر بشكلٍ متفاوت فقبل فترة، كان هناك عنصرية ضد المدرب سامي الجابر، وهو أمر ما كان يجب أن يكون، واﻵن ضد شخص آخر في المجال الرياضي اﻷستاذ أحمد عيد، فينبغي أن تختفي مثل هذه النعرات وهذه العبارات التي لا طائل منها، ويرفضها ديننا. وقد فضل الله اﻹنسان بتقواه على غيره، لا بشكله ولونه، فيجب أن تكون هذه آخر الحوادث المسيئة في الوسط الرياضي الذي للأسف يتم استفزاز منسوبيه ببعض أسئلة من بعض الإعلاميين، فينجر للمصيدة التي تسيئ لهم ولغيرهم، فنأمل أن تختفي هذه الحالات ويكون الجميع لهم هدف وهو التنافس الشريف بعيدًا عن إساءة هنا وإساءة هناك، فهي تأكل الحسنات ويندم أصحابها يوم القيامة أشد الندم، ويتمنون لو أنهم ما خاضوا فيها ولا أساءوا ﻷحد، وشخصيًا أميل للمصالحة بين جميع اﻷطراف، وأن يسود العفو والاعتذار بين جميع اﻷطراف، ويساهم اﻹعلام بدور إيجابي فيها وليبادر المخطئ بتقديم الاعتذار فهو من شيم الكرام وأن يتقبل من حصلت عليه الإساءة الاعتذار، وهو لا يكون إلا من كريم، أسأل الله أن يأخذ بأيدي الجميع لكل خير، ويجمع القلوب على طاعته، إنه سميع مجيب الدعاء.
مشاركة :