سوريا بين أمل الإرادة للتغيير والخوف من المجهول

  • 12/13/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صباح الأحد 8 ديسمبر 2024، يمثل نقطة تحول في تاريخ سوريا وبداية جديدة ،حيث أعلنت شمس النصر سقوط حُكم الأسد ، سوريا بلد التاريخ والحضارة العريقة ، الغنية بتنوعها الثقافي والديني، مرت بتحديات كبيرة وظلم وعدوان على مر السنوات ، راح ضحيتها مئات الألوف من الأبرياء والملايين من النازحين والمهجرين ؛ مما أدى إلى أزمة إنسانية هائلة ، أظهر الشعب السورى فيها صمودا كبيرا لمواجهة هذه التحديات، ولا يزال يسعى إلى السلام والاستقرار ، اليوم .. وأصوات التهليل تخرج من كل بيت سوري يولد فجر جديد ، وسوريا الآن تقف على مفترق طرق ، بين الخوف من التحديات القادمة للثورة ومكتسباتها وتضحيات شبابها الأبرار الذين يقاتلون بكل شرف عن بلدهم ، والأمل في إعادة الإعمار، وتحقيق الأمن وإعادة اللاجئين والمهجرين قسرا .. نعم .. هناك فرصة لبناء مستقبل جديد ،لكن هذه الفرصة تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية والدولية ، وإلى رؤية شاملة تضع مصلحة الشعب السوري فوق كل اعتبار ، ولاشك أن العقبات المقبلة كبيرة، وتجارب الدول العربية الأخرى التي شهدت رحيلاً للسلطة في السنوات الأخيرة تشكل دروساً لتجنب معاودة السقوط أمام الصعوبات القائمة لبلاد لها تنوعها الكبير وتواجه مطامع إقليميّة ودوليّة ، والجدير بالذكر هنا أنه فى ظل هذة التطورات المتسارعة في سوريا الشقيقة، ثبات موقف المملكة العربية السعودية ودعمها للشعب السوري، حيث تم إصدار أول بيان أعربت فيه عن ارتياحها للخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري الشقيق ، وحقن الدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، مؤكداً على وقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا ، داعية إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها ، كما دعت المملكة المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق ، والتعاون معه في كل ما يخدم سوريا ، ويحقق تطلعات شعبها ، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية حيث آن الأوان لينعم الشعب السوري الشقيق بالحياة الكريمة التي يستحقها، وأن يساهم بجميع مكوناته في رسم مستقبل زاهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء، وأن تعود سوريا لمكانتها وموقعها الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي ، وفى هذه المرحلة الانتقالية تطرح تساؤلات عديدة ، تتعلق بمستقبل السلطة، استقرار البلاد، ومصير الأقليات واللاجئين ، تفاعل القوى الإقليمية والدولية،خطوات إعادة الإعمار ، دور المجتمع الدولي ، هذه الأسئلة ستظل محورية في تحديد مسار الأحداث في سوريا خلال الفترة المقبلة ، إن بناء سوريا لن يكون بالأمر السهل ، خاصة مع تعدد الفصائل المسلحة التي قادت الثورة ، الأمر يجب أن يدار بحكمة ووعي ، كما هو الحال في تونس، حيث استطاعت البلاد تحقيق انتقال سلمي للسلطة، وتنظيم انتخابات حرة ، وتشكيل حكومة تمثل مختلف الأطياف السياسية؛ مما وفر نموذج يحتذى به . وفى نفس الصدد، نستدعي ماحدث فى ليبيا من إجراء انتخابات بعد الإطاحة بالنظام السابق، رغم التحديات الأمنية التي واجهتها ، مثال آخر هو تجربة السودان بعد الثورة، حيث تم تشكيل حكومة انتقالية تضم أطيافًا مختلفة .. وختاماً : بين الأمل والحذر التحديات القادمة كبيرة ، ندعو هنا إلى التعاون وتظافر الجهود بين جميع الاطراف المجتمع المدني داخل البلاد ، وأهمية المبادرات المحلية والمنظمات الغير حكومية ، ومساهمات السوريين في الخارج ولدعم مشاريع إعادة الإعمار في الداخل، بتحويل الأموال للمساعدة في تحسين الظروف المعيشية للعائلات في سوريا، وكذا هو الحال بالمجتمع الدولي لدعم جهود السلام وإعادة الإعمار لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا".

مشاركة :