تحرك تركي قطري لمنع المحور الروسي الإماراتي من ترتيب المواقف في سوريا

  • 12/13/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق – عكست الزيارة المتزامنة لرئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم غالين ورئيس جهاز أمن الدولة القطري خلفان بن علي بن خلفان البطي الكعبي تحركا سريعا للمحور التركي – القطري للتأثير بشكل مباشر في وضع ترتيبات المرحلة القادمة في سوريا، ومنع تحرك إماراتي – روسي يهدف إلى دعم حوار سياسي سوري – سوري واسع يساعد على الخروج من المرحلة الراهنة في أقرب وقت ممكن. ويتزامن الحراك التركي – القطري من جانب، والإماراتي – الروسي من جانب آخر، مع تحرك أميركي من أجل التأثير في تشكيل المشهد السوري القادم قبل بدء الإعداد لتسيلم إدارة الرئيس جو بايدن مهامها وتسلّم الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب مهمة القيادة. ويستفيد الأميركيون مما تقوم به إسرائيل التي دمرت عمليا الحلف الإيراني ما ترك الباب مفتوحا لترتيبات مختلفة، وسيكون موقفها محددا في ما سيجري من ترتيبات أمنية وعسكرية وسياسية على الأراضي السورية في المرحلة القادمة. زيارة رئيسيْ جهاز المخابرات في أنقرة والدوحة تظهر أن التحرك التركي – القطري يحمل بعدا أمنيا مباشرا بدلا من المساعدة على إنضاج حل سياسي يضمن استقرار سوريا وتظهر زيارة رئيسيْ جهاز المخابرات في أنقرة والدوحة أن التحرك التركي – القطري يحمل بعدا أمنيا مباشرا بدلا من المساعدة على إنضاج حل سياسي يضمن استقرار سوريا. وتشير تركيبة الوفد إلى أن الهدف هو الضغط على القائد العام لغرفة التنسيق العسكري أحمد الشرع (الجولاني) من أجل إعطاء الأولوية للملف الأمني وتوجيه أنظار الأجهزة الأمنية الجديدة إلى مهمة تفكيك النظام السابق وتنفيذ اعتقالات واسعة لمنتسبي مؤسساته الأمنية تحت مظلة محاسبة المتهمين بالتعذيب، في حين أن الغاية هي تأمين السلطة الجديدة من انتفاضة مضادة لأنصار الرئيس المتنحي بشار الأسد. وقال الشرع الأربعاء إنه سيحل قوات أمن النظام المتخلي ويغلق سجونه ويلاحق أي شخص متورط في تعذيب معتقلين أو قتلهم. ويُنتظر أن يلعب القطريون دورا مؤثرا في دعم السلطة الجديدة من خلال ضخ الأموال اللازمة لإدارة دواليب المؤسسة في هذه المرحلة الحساسة، فيما تؤمّن تركيا هذه السلطة أمنيا وعسكريا، وتعمل على تأهيلها دبلوماسيا، وتدفع بشركاتها إلى بدء مهام إعادة الإعمار. وفي مقابل نزعة الاستحواذ القطرية – التركية، يسعى محور الإمارات وروسيا إلى المساعدة على توفير توافق سوري – سوري ملائم لتأمين الانتقال السياسي بشكل يجمع مختلف القوى والأقليات، وألا يكرر أخطاء موجة “الربيع العربي” السابق التي قامت على الاستحواذ والسيطرة على المؤسسات واختراقها من مجموعات متشددة تحت مظلة الثورة أو الديمقراطية. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بحث الوضع في سوريا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وأضافت الوزارة “عبر وزيرا خارجية روسيا والإمارات عن دعمهما لعقد اجتماع دولي في أقرب وقت ممكن من أجل تدشين حوار وطني شامل بمشاركة جميع القوى السياسية والعرقية والطائفية في الجمهورية العربية السورية في أقرب وقت ممكن.” pp وتحوز فكرة الحوار الوطني السوري الجامع دعما إقليميا ودوليا، ما يجعل التحرك الدبلوماسي الإماراتي معبرا عن هذا المسار الهادف إلى بناء وفاق وطني في سوريا وحماية الأقليات ومنع اللجوء إلى الانتقام من أنصار النظام المتخلي والحفاظ على حقوق العاملين في مؤسسات الدولة السورية والاحتكام إلى القانون الدولي في كل خطوة. ويقول محللون سياسيون إن أي ترتيبات في سوريا لا يمكن أن يتم تنفيذها إذا كانت تتناقض مع مصالح إسرائيل وأمنها القومي، مشيرين إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو لا تريد الانخراط بشكل مباشر في الجدل السياسي، لكنها تخلق واقعا أمنيا وعسكريا على الأرض يجعلها اللاعب الأكثر أهمية بالنسبة إلى السوريين. وقال الجيش الإسرائيلي الخميس إن هجماته خلال الأيام الماضية ألحقت أضرارا جسيمة بمنظومة الدفاع الجوي في سوريا، ودمرت أكثر من 90 في المئة من صواريخ أرض ـ جو الإستراتيجية . ويشير المحللون إلى أن إسرائيل، التي دمرت حلفاء إيران في لبنان وسوريا وغزة، هي التي خلقت الشروط الأمنية للترتيبات التي يجري الجدل بشأنها في سوريا، ومن الطبيعي أن تأخذ الترتيبات في حسابها دور إسرائيل ومصالحها، وهو ما يؤثر على شكل التركيبة السياسية القادمة، متسائلين عما إذا كان بالإمكان أن تقبل إسرائيل بأحمد الشرع وشبكاته على حدودها. ويراهن الأميركيون على الدور الإسرائيلي في تأمين مصالحهم وممارسة ضغوط على الأطراف الإقليمية التي تريد الاستئثار بسوريا الجديدة وفرض نفوذها فيها، خاصة الأتراك والقطريين. وتحرك الأميركيون للحفاظ على مصالحهم في سوريا من خلال زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى المنطقة. pp ولم يخف سوليفان، الذي زار إسرائيل وينتظر أن يتوجه إلى قطر، دعم واشنطن موقف إسرائيل من دخول المنطقة العازلة في الجولان، في إشارة واضحة إلى أن لدى واشنطن ورقة مهمة لضمان مصالحها، وهي إسرائيل التي لن ترضى بأي تغييرات تسمح باستلام مناوئين لها ولواشنطن الحكم. ووصل بلينكن إلى الأردن ثم تركيا في محاولة لحشد الدعم لخطوط عريضة تأمل واشنطن في أن ترسم مسارا لما سيحدث في سوريا مستقبلا. وواصفا معايير العملية الانتقالية قال بلينكن للصحافيين في العقبة قبل لحظات من توجهه إلى أنقرة “يجب أن تكون شاملة وغير طائفية.” وأضاف “يجب أن تدعم جميع السوريين وتحمي حقوقهم، بمن في ذلك الأقليات ومنها النساء.”

مشاركة :