تضع السعودية والمملكة المتحدة اللمسات الأخيرة على اتفاقيات رفيعة المستوى في مجال الثقافة والتراث والسياحة، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" مسؤول الاتصال والإعلام في السفارة البريطانية بالرياض بيتر ميرفي. ميرفي قال: إن توقيع هذه الاتفاقيات تأتي وتتزامن مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى السعودية لحشد الاستثمار في المملكة المتحدة ومن المقرر أن تشارك الأخيرة خبرتها الرائدة عالميًا في الثقافة والتراث والسياحة مع السعودية، لمساعدة البلاد على تحقيق طموحها لتصبح وجهة سياحية عالمية. وأكد أن هيئة إنجلترا التاريخية تضع اللمسات الأخيرة على شراكة جديدة مع هيئة التراث السعودي في مجال التراث الثقافي والمحافظة عليه، كما سيتم التعاون مع وزارة الأعمال والتجارة لدعم مدينة العلا لتصبح مركزًا ثقافيًا عالميًا ونقطة جذب سياحي، حيث تؤدي المؤسسات البريطانية دورًا رئيسيًا. ميرفي أوضح أن برنامج التعاون سيشهد مشاركة خبراء التراث من المملكة المتحدة والسعودية لدعم الحفاظ على المعالم الثقافية، مبينا أن هذه الشراكة تمثل تعميقًا للعلاقة الثقافية بين البلدين. تشمل الاتفاقيات التعاون مع الهيئة الملكية للعلا لتعزيز زيادة أعداد الزوار الوافدين والإنفاق، وتسويق المدينة في جميع أنحاء العالم، بحسب مسؤول الاتصال والإعلام في السفارة البريطانية بالرياض. يذكر أن مدينة العلا تقع في منطقة المدينة المنورة وتشتهر بتاريخها الثقافي الغني ومناظرها الطبيعية الخلابة، من منحدراتها الشاهقة من الحجر الرملي التي تتميز بنقوش صخرية قديمة معقدة إلى حصنها على قمة التل يعود تاريخه إلى القرن العاشر الذي كان يستخدم للدفاع عن المنطقة ذات يوم. كما أنها موطن لموقع الحجر الأثري -أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في السعودية. ستشهد الشراكة مع العلا، التي ستستمر لمدة 5 سنوات، مشاركة المملكة المتحدة بخبراتها مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا في مجالات السياحة والضيافة والحفاظ على التراث، إضافة إلى القطاعات الإبداعية مثل الموسيقى والمسرح والسينما والأزياء. تهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى جذب مليوني سائح سنويًا إلى العلا بحلول 2035، مع توليد 32 مليار دولار لاقتصادها. من جهتها، قالت وزيرة الثقافة ليزا ناندي البريطانية إن المملكة المتحدة رائدة عالميًا في التراث الثقافي والحفاظ عليه. وأضافت "يعمل خبراؤنا في هيئة إنجلترا التاريخية على فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي في مجال التراث، حيث يعملون مع نظرائهم السعوديين لحماية بعض أهم المعالم الثقافية في الشرق الأوسط".