• لم تُحللْ بقدرٍ كافٍ الصحافةُ العربية المحلية منها والمهاجرة خلفيات الهجوم الذي شنَّه كبير حاخامات انجلترا (إفرايم ميرفيس) Epharim –Mirvis على حزب العمال البريطاني واتهامه باللاسامية في صفوفه.anti – semitism وذلك من خلال مقاله الذي نشره في صحيفة الديلي تلغراف المعروفة بنهجها المحافظ والذي حمل عنوان: «الأسطورة المسممة خطر علينا جميعاً». The daily Telegraph,4,may,2016, P:16 وبمعنى أدق إن القول المنسوب الى عمدة لندن السابق والنائب العمالي كين ليفينغستون ken livingstone بتعامل الصهيونية مع الزعيم النازي هتلر، هو في رأي الحاخام ميرفيس يمثل خطراً على البريطانيين جميعاً، في مسعى منه لتجييش أكبر عدد من الإنجليز ضد واحد من أكبر الأحزاب البريطانية، ووصَف ايضاً في مقالته تلك عملية الفصل بين الصهيونية واليهودية بما يشبه أو يماثل فصل مدينة لندن عن بقية مساحة المملكة المتحدة البريطانية، مع أنه من المعروف أن اليهودية كدين توحيدي -كما نزل من عند الله قبل تبديلها وتحريفها- يعود تاريخها الى أكثر من 3000 سنة، مع أن نشأة الحركة الصهيونية السياسية في المقابل تعود الى عام 1897م عندما قام ثيودور هيرتزل: Theodor Herzl بالدعوة الى أول تجمع صهيوني في مدينة بازل Basle السويسرية، وضم ذلك التجمع ما يقرب من (200) ممثل للفصائل اليهودية حول العالم، أي قبل حوالى عشرين عاماً من صدور وعد بلفور المشهور سنة 1917م. • يأتي هذا الهجوم على حزب العمال بعد صعود اليسار المتشدد بين صفوفه بزعامة جيريو كوربين corbyn بعد أن كان حزب العمال في الماضي هو الحاضنة الحقيقية للحركة الصهيونية وذلك عند قيام الكيان الاسرائيلي عام 1948م، حيث كان حزب العمال -آنذاك- بزعامة كليمنت اتلي Attlee، يحكم بريطانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945م، حيث شكل أول حكومة ذات أغلبية برلمانية بعد أن كان يشكل حكومات ذات أقلية كما حدث في بداية القرن العشرين بزعامة: «رامزي ماكدونالد» وبدأ حزب العمال التخلص من التركة الصهيونية في السبعينيات الميلادية وخصوصاً مع صعود الشخصية اليسارية المؤثرة والمعتدلة مايكل فووت 1979 – 1983: Foot • أما العامل الآخر الذي حمل الحاخام «ميرفيس» لمثل هذا الهجوم غير المبرر فهو بلاشك صعود أول مسلم الى منصب عمدة لندن -ونعني صديق خان- على منافسه اليهودي المحافظ زاك سميث، وهو منصب ربما أهَّل من يقوم به للوصول الى رئاسة الوزراء. •وهو أمر لايشكل مطلقاً قلقاً عند البريطانيين الذين أعطوا أصواتهم (لخان) مؤكدين على قبول مجتمعهم سمة التعايش الحضاري والثقافي، ولكنه شكَّل صدمة عند «ميرفس» وطائفة من اليهود لأنهم ألِفُوا العيشَ في تجمعات سكانية منغلقة، ومن المعروف أن جزءاً من الطائفة اليهودية في بريطانيا لا تشاطر «ميرفيس» آراءه وفي مقدمتهم النائب العمالي العريق والمناصر للقضية الفلسطينية جيرالد كوفمان kaufman، والذي تعرَّض للهجوم من مجلس النواب اليهود في بريطانيا قبل أعوام قليلة وكان آخر منصب تقلَّده عن جدارة هو ما يعرف في البرلمان البريطاني بالأب الروحي للمجلس، ولقد أشار ميرفيس ضمناً الى النواب اليهود الذين يشاطرون الآخرين في رؤيتهم السلبية للحركة الصهيونية ويأتي كوفمان في مقدمتهم.
مشاركة :