أمنيون وعلماء: نبذ الإرهاب وتجفيف منابع الفكر المتطرف

  • 12/13/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

على خلفية القبض على مطلقي النار على المقيم الدنماركي، وثبوت ارتباطهم بداعش، أكد عدد من الأمنيين والمختصين على ضرورة نبذ الإرهاب وتجفيف منابع الفكر المتطرف ومصادر تمويله ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي. يرى نواف بن عمير السعدون رئيس المحكمة العامة بالنعيرية أن الإرهاب المنسوب للدين الإسلامي إنما هو جرائم وانتهاكات وتعد لحدود الله تعالى التي وضعها لحفظ الدين والنفس والعرض والمال، ولقد أثبت الراسخون في العلم من علماء هذا العصر براءة الإسلام من هذه الجرائم، ومن المعلوم أن أهل البدع لا يستطيعون تمرير بدعهم على الناس إلا إذا ألبسوها لباس الشرع، ولذلك جاهدهم العلماء لإبطال بدعهم، لافتا الى أن الله عز وجل وضع لأهل الحل والعقد في الأمة تقرير مصيرهم باختيارهم لولي أمر يحفظ الدين والبلاد، وجعل له الحق في اتخاذ قرار الحرب والسلم، لقوله تعالى: (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله)، فهو المسؤول عن القرارات الحربية لا غيره ولا تلزم المسلمين تلك الاتهامات الباطلة لهم بأنهم إرهابيون، فهي تهمة قديمة حديثة ثبت بطلانها إلا عند الجاحدين، وكما قال تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)، ولذلك فإن الإرهاب ليس من الدين الإسلامي في شيء وهو بريء منه، والكل أكد ذلك، ولا شك أن هناك من يستخدم وسائل الاتصالات الحديثة في إيصال رسالته التي قد لا يتنبه لها البعض ولذلك فإن الحذر واليقظة مطلوبان من الجميع مواطنين ورجال أمن الذين أثبتوا كفاءة عالية. وفي السياق يضيف الباحث والخبير الأمني والشرعي الشيخ سعيد محمد الحداوي الغامدي: نهنئ أنفسنا ووطننا والإنسانية كافة برجال أمننا الأوفياء المخلصين الذين أثبتوا مرات ومرات أنهم أهل للمسؤولية وأنهم درع واق بعد الله لهذا الوطن ومكتسباته وهذا إنجاز سبقته إنجازات عظيمة بفضل الله عز وجل وتوفيقه، ونعيد ما سبق أن قلناه أن هناك خلايا نائمة ومؤيدين لهذا التنظيم الارهابي المسمى داعش وأن هناك من سبق ان أشعلوا الفتن لسنوات والآن بعد سكوتهم القسري لا يزال اتباعهم يحملون تلك الأفكار الشيطانية لذلك فإن اليقظة والفطنة مطلوبان من الجميع ليس رجال الأمن فحسب بل كل أبناء الوطن والمقيمين على ثراه، ليعلم من لا يعلم ان هذا الوطن المبارك مستهدف من الأعداء ولكن الله يحمي وطننا وسيجدون ان كل أبناء الوطن ضدهم ويقفون لهم بالمرصاد، والآن يجب إسكات كل الأصوات النشاز وكل من يتحدث ويدس السم في العسل لا بد من وقفه عند حده فغالب ما حدث من غلو وتطرف بيننا أسبابه الرئيسية تلك الكلمات والتحريض وتصوير القتل والدمار والإرهاب على انه جهاد، نحن نريد ان نقف جميعا في وجه الإرهاب والإرهابيين بدءا من الأسرة مرورا بكافة أفراد المجتمع وصولا الى كافة الجهات الرسمية على ألا يسمح ان يكون بيننا من يؤيد تنظيمات الارهاب، لافتا الى اهمية مراقبة وسائل الاتصال وتتبع أصحاب الدعوات والتحريض، وأن يكون المواطن على فهم لما يتم تداوله من رسائل مغرضة لنشر تلك الأفكار المضلة عبر وسائل اتصال ملغومة لها مقاصد ومآرب قد يسهم البعض في انتشارها بدون قصد والمطلوب من الجهات المختصة مراقبة الاتصالات الحديثة خاصة في ظل المعلومات التي تفيد ان الإرهابيين الذين أطلقوا النار على الدنماركي هم من تنظيم داعش وتواصلوا عبر تلك الاتصالات لذلك فإن من المفيد تكثيف الرقابة على ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي وتعاون المواطن مع رجال الأمن لكشف إرهابيي داعش وغيرهم. من جهته يؤكد الشيخ الدكتور محمد بن عمر العتين قاضي التمييز السابق والمحامي والمستشار القضائي ان الاسلام دين التسامح والرحمة والاخوة والمحبة والتراحم، لقوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ليس للمؤمنين بل للناس جميعا، لذلك فإن الاسلام بريء مما يرتكبه الإرهابيون من جرائم، داعيا قبل وخلال تجفيف منابع تمويل الإرهابيين، الى ان يكون هناك ترسيخ للعقيدة الاسلامية الصحيحة الوسطية المعتدلة في عقول الناس لأن الغلو يؤدي غالبا الى التطرف والتطرف يؤدي الى أمور أخرى أشد ولذلك فإن ترسيخ الاعتدال والتسامح بين الناس حسب شريعة الاسلام السمحة سيؤدي الى بعد الناس عن المغالين والمتشددين وأصحاب الأهواء والضلال لأنهم سينكشفون امام الناس وتظهر نواياهم وأفكارهم، كما يجب ان لا تقتصر النصيحة والإصلاح على أحد دون آخر، فالعلماء مطالبون بالبيان والنصح والصبر والدولة كذلك والمجتمع والأسرة، لأن الأجيال القادمة لن تسامح الأجيال الحالية إذا لم تنظف العقول مما رسخ بها من خرافات وتضليل وتطرف وغلو بسبب البعض، وأن يزرع بدلا عن ذلك الاعتدال والتسامح والمحبة والرحمة وهذا مسؤولية الجميع، وبالفعل نحن نتمنى ان تكون قرارات قادة الخليج التي أقرت في الدوحة ان تكون حازمة جدا في مجال الارهاب بكافة صوره وأساليبه، ذلك ان الارهاب لا يرتبط بدين أو مذهب فالارهاب في كل مكان ولذلك يجب محاربته بالكلمة والبيان والنصح والاعتدال والقوة ومراقبة مواقع التواصل الحديثة مثل الواتس اب والإنترنت والفيس بوك وغيرها. أما العميد متقاعد الدكتور عبدالعزيز سليمان الحوشان مدير الإدارة العامة لدوريات الأمن سابقا والباحث في جرائم الأسرة، فيشير الى أن السعودية أكثر الدول التي عانت من هذا الداء ونادت بمكافحته وحذرت المجتمع الدولي من مخاطره ففكرت بعمق لمواجهته وقامت بحزمة من الإجراءات فتجربتها للتصدي لظاهرة الإرهاب تجربة رائدة ثمنها المجتمع الدولي لتحقيقها النجاح في معالجة هذا الداء وأصبح للمملكة خبرة في هذا المجال لما عانت من الهجمات الإرهابية في السنوات الماضية، ما جعلها تطور إجراءاتها الأمنية للتصدي لاصحاب الفكر المنحرف ومطاردتهم وتحصين المجتمع من أفكارهم الهدامة بنشر ثقافة الأمن لدى المواطن من خلال برامج اعلامية هادفة، كما عانت دول مجلس التعاون الخليجي أيضا من هذا الداء، حيث أدرجت أخيرا بعض المنظمات في قوائم الإرهاب وما تم في قمة الدوحة من قادة الخليج على نبذ الإرهاب وتجفيف منابع الفكر المتطرف ومصادر تمويله يعكس حرصها الشديد لحماية المجتمع. قال العميد عبدالله بن غيثان الحارثي: لا يعرف نعمة الأمن الحقيقية الا من فقد الأمن وأحس بالخوف وتقاذفته الحتوف، مؤكدا أننا في بلد الحرمين ننعم بنعمة الأمن ونسأل الله عز وجل ان يحفظ علينا هذه النعمة، داعيا الى التصدي بقوة من المواطن والمقيم قبل أجهزة الأمن وقبل الحكومة لانهم هم رجال الأمن الحقيقيون اذا رغبوا في العيش في أمن ورخاء. وطالب المحامي حمود الخالدي بإرشاد المجتمع ضد الإرهاب والإرهابيين، لافتا الى ان التصدي لهذه الظاهرة يحتاج الى وعي قانوني تام.

مشاركة :