أكد خالد المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، أن المملكة العربية السعودية تشهد تحولاً نوعياً في قطاع التعدين، بفضل الاستثمارات الكبرى والبرامج الطموحة التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني. وأوضح المديفر في لقاء مع أرقام على هامش المؤتمر الصحفي للتعدين الدولي بنسخته الرابعة، أن برنامج المسح الجيولوجي، الذي يُعد من أكبر المبادرات على مستوى العالم، باستثمارات مليارية يغطي حوالي 600 ألف كيلو متر مربع من منطقة الدرع العربي. وأضاف أن البرنامج قد أنجز نسبة كبيرة من أهدافه، حيث تم إطلاق 62% من البيانات الجيولوجية المكتسبة عبر قاعدة البيانات الجيولوجية الرقمية قبل شهر، والتي تُعد واحدة من أكثر المنصات تطوراً على مستوى العالم. وأشار إلى أن هذا البرنامج يستخدم تقنيات حديثة، تشمل الطائرات المتطورة والمسح الجيوكيميائي الأرضي، لإنتاج خرائط جيولوجية تلبي احتياجات المستثمرين. وفيما يتعلق بنمو الطلب على المعادن، أكد المديفر أن المملكة في نمو كبير حيث كانت في عام 2018 وللآن تعنبر رابع أكبر مستورد للمعادن في العالم، وذلك مع المشاريع الكبرى، مثل نيوم، والبحر الأحمر، والقدية، وإكسبو الرياض، والتي تُقدّر قيمتها بأكثر من 8 تريليونات ريال. وكشف المهندس خالد المديفر عن عدد من المشاريع الحيوية لدعم قطاع التعدين والصناعة في المملكة؛ منها قطاع الحديد حيث تم إطلاق مشاريع لتصنيع صفائح الحديد المستخدمة في السفن، وقطاع النفط، وصناعة السيارات. وأضاف أن استثمارات قطاع الألمنيوم تُقدّر بـ 40 مليار ريال لبناء صناعات متقدمة في مجال السيارات والصناعات الكهربائية. وبيّـن أن قطاع النحاس سيشهد مشاريع مليارية لتوريد المعادن اللازمة لتطوير الإنتاج المحلي وتلبية الطلب الصناعي. وأضاف المديفر أن المملكة تركز أيضاً على المعادن الحديثة مثل الليثيوم والجرافيت والنيكل، التي تُعد أساسية لصناعات السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة. وأكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية أن الجهود المبذولة في قطاع التعدين تأتي ضمن إطار تحقيق رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد قوي ومستدام. وأضاف: نعمل على استقطاب المستثمرين المحليين والدوليين لتطوير قطاع التعدين وتحويله إلى محرك رئيسي للاقتصاد الوطني، مع ضمان استخدام التقنيات المتقدمة للحفاظ على استدامة الموارد. وأكد المديفر أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مكانة رائدة في قطاع التعدين العالمي، مستفيدةً من مواردها الطبيعية واستراتيجياتها الطموحة.