ربوع قريش سوق يزخر بخطب أدبية وينتظر التطوير

  • 5/17/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ربوع قريش هو أحد الأسواق الشعبية التي تزخر بها منطقة الباحة وتحديدا في مدينة الأطاولة بمحافظة القرى، ويعود تاريخه لمئات السنين، والزائر للسوق يلفته وجود مبنى حجري لمسجد قديم بحي العاشي بالأطاولة، ويتمنى كبار السن من مرتادي السوق أن يتم ترميمه. مرتادو السوق عادة ما يستمعون لخطبة تُعرف بالبَدوة تشهر بمخالف، أو لطلب صلح بين المتخاصمين، أو للإعلان عن مفقود، تلقى بأسلوب أدبي رفيع، يلقى تأثيرا وتفاعلا من المتسوقين. خطبة البَدوة يبدأ الاستعداد للسوق عصر يوم الثلاثاء، حيث يتوافد الباعة على الموقع الدائم للسوق، عارضين ما لديهم من البضائع. كما يتوافد مرتادو السوق؛ إما للشراء أو لمجرد الاستمتاع بهذا السوق التراثي، الذي عشقوه منذ سنين طويلة. يتحدث بائع التمر المسن صالح بن ظافر القرشي الزهراني بقوله: "أبلغ من العمر 100 عام، وأتذكّر هذا السوق منذ نحو 80 عاما، عندما كان به العديد من الدكاكين المبنيّة بالحَجر، وقامت البلدية بإزالتها مؤخرا، بسبب بناء الجامع الملاصق للسوق، وكذلك دكاكين مقابلة للمسجد من الجهة الشرقية أزيلت بلا سبب". ويضيف: "كان بعض الناس يصعدون على تلك الدكاكين، ويلقون خطبةً تُعرف بالبَدوة، يبدأ فيها الخطيبُ بحمد الله تعالى والثناء عليه سبحانه، والصلاة على نبيّه صلى اللهُ عليه وسلم، ثم يدخل في موضوعه، وهو إما أن يكون تشهيرا بمخالف، أو طلبا للصلح بين متخاصمَين، أو للإعلان عن حاجة مفقودة وطلب ردّها لصاحبها. وتُلقى البَدوة بأسلوب أدبي رفيع، يلقى تأثيراً وتفاعلاً من مرتادي السوق، الذين يبادرون بإجابة الخطيب إلى طلبه. ومن أشهر خُطباء السُّوق وشعرائه الذين كانوا يرتادونه، محمد بن ثامرة الزهراني. وله خُطب وقصائد في الإصلاح بين الناس، وتنتهي قصيدته المرتجلة غالباً؛ بالعناق والمصافحة بين الأطراف المتخاصمين". بضائع مختلفة ويقول سعد حسين البُقمي: حضرتُ من تربة البقوم لبيع التمر الذي أجلبه من مزرعتي، وأنا أحرصُ على التواجد هنا من يوم الثلاثاء، استعداداً للسوق الذي يبدأ مع فجر الأربعاء، ويتوافد له الناس بائعين ومشترين، من قبائل زهران وغامد ومن بيدة وتربة البقوم وبني مالك وبيشة وغيرها"، ويضيف :تتوفر بالسوق مختلف البضائع، مثل الأغنام والتمور والسمن والعسل والفواكه الموسميّة، وبعض أنواع الحبُوب". وهنا يعود العم صالح القُرشي للحديث قائلاً: "كانت البضائع المعروضة مختلفة قليلاً في الماضي، فالذين يأتون من محافظة المندق وبني مالك يحملون على ظهور الجِمال أخشاب العَرعَر والعُتُم (الزيتون) وتستخدم آنذاك في بناء سقوف المنازل، والذين يأتون من غامد كان منهم الذين يبيعُون الجِمال، وكان منهم الجزّارين الذين يبيعون اللحوم الطازجة". أما بقية البضائع مثل أنواع الحبوب من قمح وشعير وذُرة وعدس فتأتي من أنحاء قُرى السراة ومن تهامة، وكُنا نصدّرها إلى الطائف ومكة. تطوير محمد الشملاني وهو من أهالي الأطاولة فيقول: "أرتادُ هذا السوق بصفة دائمة، ولكي يظهر بمستوى أفضل لابد من التطوير كتوسعة الطرق المؤدّية إليه، ووضع لوحات إرشاديّة، وزيادة عدد المظلات. ويختم سعد محمد البقمي حديثه بقوله: "نأتي بالتمور من مزارعنا بتربة البقوم، ونحتاج لتوفير بعض الخدمات بالسوق، مثل وجود بوفيه، وغُرف للمبيت وبناء دكاكين يتم تأجيرها بأسعارٍ رمزية". حاولت "الوطن" اخذ تعليق متحدث أمانة الباحة صديق الشيخي حول الموضوع إلا انه وعد بالرد ولم تتلقى الصحيفة أي تجاوب منه منذ أسبوعين.

مشاركة :