عادت الحياة إلى سوق «ربوع قريش» بقرية الأطاولة بمحافظة القرى، بعد ما يقارب من 40 عاما من النسيان، وتدهور السوق التاريخي ومبانيه العتيقة، في عمل جماعي بدعم من هيئة السياحة والتراث الوطني ولجنة التنمية الاجتماعية بالقرية، وفريق آثر التطوعي في الأطاولة. مهرجان تراثي دشّن وكيل إمارة منطقة الباحة للشؤون الأمنية، عبدالله زيد الراجح، فعاليات مهرجان الأطاولة التراثي الرابع في سوق ربوع قريش، ضمن فعاليات صيف الباحة لهذا العام، وسط حضور وتفاعل كبير من الأهالي وزار المنطقة، واطلع على السوق التاريخي الذي يحوي عددا من الأركان الموجودة، بداية بالدكاكين القديمة التي ما زالت تحمل الطابع التاريخي ذاته لمن عمل فيها، مع تنوع المنتجات التي تم عرضها بين الشعبية الحرفية والمنتجات المحلية، من أكلات تتميز بها المنطقة، وما كان يجلبه بعض الباعة من خارج المنطقة، إضافة إلى الأركان المهنية التي كان يزاولها الآباء والأجداد في القِدم، كالبناء بالحجر والحصاد وطريقة زراعة القمح، وكذلك الأسر المنتجة في بعض الدكاكين القديمة من أكلات شعبية كالخبزة والعصيدة التي تشتهر بها منطقة الباحة دون غيرها. الدراسات التأهيلية أوضح المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الباحة، أمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، زاهر الشهري، أن قرية الأطاولة التراثية، ضمن مبادرات هيئة السياحة في التحول الوطني لتأهيل القرى التراثية المدرجة، ضمن خطة عمل برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري بالمنطقة، وتحدث عن مشروع الدراسات التأهيلية لترميم القرية، وذلك ضمن عدد من مشروعات للمحافظة على التراث العمراني بالمنطقة، وأن السوق كان يعقد كل أربعاء ويعود تاريخه إلى مئات السنين، وكان يزخر بخطب أدبية وبضائع مختلفة. وأشار الشهري إلى أن الفكرة جاءت باختيار المنطقة الأثرية، لما فيها من مقومات أثرية وتاريخية بالمنطقة، وتنوع الفعاليات قادنا إلى الارتباط النوعي مع التراث الوطني، لإقامة الفعاليات، كمعرض الأسر المنتجة والبناء بالطين، وعرض الحرفيون من بيوت الخبرة تجربتهم للأجيال الجديدة.
مشاركة :