مخاطر الازدواجية بين الفصحى والعامية

  • 5/18/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:الخليج يتناول كتاب لغة مقدسة وناس عاديون معضلات الثقافة والسياسة في مصر لنيلوفر حائري، وقد ترجمته إلى العربية إلهام عيداروس، قضية اللغة العربية في علاقتها بالحداثة، والسؤال المركزي يدور حول إمكانية لغة قائمة على الثنائية أن تعبر عن الحداثة، وتناقش المؤلفة هذه القضية من عدة محاور، مثل كيفية استخدام المتحدثين للغة، فتقوم بدراسة العربية في حياة الناس العاديين، متى وكيف يستخدمونها، وتتناول أيضاً دراسة التمثيلات، أو كيف يرى المتحدثون لغتهم، والآراء التي يعبرون بها عن لغتهم، وتقوم بدراسة دور المصححين اللغويين العاملين داخل مؤسسات النشر المختلفة. هذا الكتاب محاولة لفهم النتائج السياسية والثقافية للانقسام بين اللغة العربية الفصحى واللغة العامية المصرية، فقد شرع المصريون منذ القرن التاسع عشر في تحديث العربية الفصحى وتبسيطها، ليجعلوها أكثر استجابة لاحتياجاتهم، ولمتطلبات الحياة المعاصرة بشكل عام، والسؤال الذي تسعى المؤلفة للإجابة عنه هو: ماذا يعني تحديث لغة مقدسة؟ تقول: سأستكشف ما إذا كان مثل هذا المسعى ممكنا، وما القيود التي يفرضها، والكيفية التي يؤثر بها، على التعبير الشخصي عن الذات والإنتاج الثقافي، والعلاقات السياسية والاجتماعية في مصر. تشير المؤلفة إلى أن ورطة العلاقة بين اللغة والسياسة لا تقتصر على مصر أو العالم العربي فحسب، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تنادي حركة الإنجليزية فقط بتعديل دستوري يجعل اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية أو بشكل أدق يجعل ذلك وضعا رسميا، هناك العديد من السياسيين والمشاهير يدعمون هذه الحركة، وعلى الرغم من أن حب اللغة يشكل أحد دوافع تأييد هذه الحركة، فإن كل الأسباب التي تطرحها الحركة هي أسباب سياسية بشكل واضح. ترى الكاتبة أن المسألة اللغوية في مصر والعالم العربي لها جذور في الدين والقومية والحكم الاستعماري والعلمانية وطرائق فهم التراث، ولذلك تعتبر أيضاً قضية حساسة بدرجة كبيرة، حتى إن العرب ليسوا الوحيدين الذين يظهرون مثل هذه الحساسية، بل أيضاً يظهرها دارسو المنطقة من غير العرب، لقد تناقشت الكاتبة مع دارسين إيرانيين وأوروبيين وأمريكيين بدوا على نفس الدرجة من الحساسية والدفاعية حول الموضوع، وكانت لديهم آراء صلبة حول وقائع الماضي والحاضر.

مشاركة :