هولاند يرجئ مؤتمر باريس للسلام إلى الصيف

  • 5/18/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، إرجاء المؤتمر الدولي، الذي كان من المقرر عقده في باريس في 30 مايو الجاري، لمحاولة إحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، إلى الصيف، في وقت أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استعداد بلاده لبذل جميع الجهود المطلوبة لحل القضية الفلسطينية. وقال هولاند لإذاعة أوروبا-1، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لا يمكنه حضور المؤتمر الدولي حول عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، في 30 مايو، لذلك تم إرجاؤه إلى الصيف. وأضاف أن هذه المبادرة ضرورية، لأنه إذا لم يحدث شيء، وإذا لم تقم فرنسا بمبادرة قوية، فما الذي سيحدث؟ الاستيطان والهجمات والهجمات الإرهابية وعدد من النزاعات، أمور ستستمر، والفلسطينيون سيذهبون إلى مجلس الأمن الدولي. وكان يفترض أن تنظم فرنسا في 30 مايو اجتماعاً وزارياً بحضور 20 بلداً إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لكن من دون الإسرائيليين والفلسطينيين. ويفترض، في حال نجاح هذا الاجتماع، التمهيد لقمة دولية تعقد في النصف الثاني من 2016، بحضور القادة الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال هولاند يجب أن نصل إلى ذلك، سنضع مع مجمل الفاعلين، الدول الكبرى والدول المجاورة، معايير ستسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالالتقاء حول طاولة المفاوضات. وشكّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الأحد الماضي، في حياد فرنسا إزاء مبادرة السلام مع الفلسطينيين، إثر تصويت باريس أخيراً على قرار لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) حول القدس. وعبر هولاند عن أسفه لتصويت فرنسا على القرار بالصيغة التي صدر فيها، وأكد انه سيعمل شخصياً على إعادة صياغته في أكتوبر المقبل. وقال جرى تعديل مؤسف أفسد النص، وبما انه سيكون هناك نص جديد في أكتوبر، فسأكون متيقظاً جداً، وسأتابعه شخصياً. وأضاف ستعاد كتابته في أكتوبر، من غير الممكن التشكيك في مسألة انتماء الأماكن المقدسة إلى الديانات الثلاث. وإسرائيل غاضبة من تبني اليونيسكو الشهر الماضي، قراراً حول فلسطين المحتلة، يدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها إسرائيل، والتي تحد من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون، ومن إمكانية وصولهم إلى الموقع الإسلامي المقدس المسجد الأقصى ــ الحرم الشريف. وأثار هذا النص غضب إسرائيل، وندد نتنياهو بالقرار السخيف، الذي يتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة بين اليهودية وجبل الهيكل. ولم يستخدم النص تسمية جبل الهيكل، التي يطلقها اليهود على باحة المسجد الأقصى. في السياق، ربط الرئيس المصري، أمس، بين تطوير علاقات بلاده مع إسرائيل، لتصبح أكثر دفئاً، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وقال في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على هامش افتتاح مشروعات خاصة بالكهرباء، إن مصر مستعدة للمساهمة في الجهود الرامية إلى إيجاد حل للصراع. وأضاف أنه ممكن أن يقول أحد ما إن السلام (مع إسرائيل) ليس دافئاً، لكنني أقول إنه سيتحقق سلام أكثر دفئاً، لو استطعنا أن نحل المسألة الخاصة بأشقائنا الفلسطينيين، لو استطعنا أن نحل المسألة، ونعطي أملاً للفلسطينيين في إقامة دولة، وتكون هناك ضمانات لكلا الدولتين. وأوضح أن لو استطعنا إنجاز هذا الأمر فسنعبر مرحلة صعبة جداً، هذه المرحلة مكتوبة في التاريخ بأسلوب قاسٍ ومؤلم، سنقضي على إحباط ويأس حقيقي. وعرض الرئيس المصري لعب دور للتوصل لحل للقضية، وهو ما يعكس في ما يبدو رغبة مصر في استعادة دورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط، بعد سنوات من الانشغال بقضاياها الداخلية. وأشار السيسي إلى أن هناك مبادرة عربية وفرنسية وجهود أميركية ولجنة رباعية، تهدف جميعاً لحل القضية الفلسطينية، ونحن في مصر مستعدون لبذل كل الجهود التي تساعد على إيجاد حل لهذه المشكلة. وقال أرجو أن تسمح القيادة الإسرائيلية بأن يذاع هذا الخطاب في إسرائيل مرة واثنتين، هناك فرصة حقيقية (للسلام)، على الرغم مما تمر به المنطقة من ظروف. ودعا السيسي الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم، في ظل الخلافات القائمة بين حركتي فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة. واعتبرت حركة حماس أن تأجيل فرنسا عقد اللقاء التحضيري لمبادرتها لعقد مؤتمر دولي للسلام يمثل دليلاً إضافياً على فشل التسوية. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبوزهري، إن حركته تدعو قيادة حركة فتح، إلى التخلي عن العبث السياسي، وأوهام التسوية، والعودة إلى الخيارات الوطنية على قاعدة الثوابت والشراكة والمقاومة.

مشاركة :