بيكا تانر تُطعم الدجاج بفناء منزلها في مونبلييه بولاية فيرجينيا الأميركية. في وقت ما كان تناول الأطعمة من دون أية إضافات كيمياوية وتجنب السموم مرتبطاً بنظرة يسارية للعالم. الآن، بات الأمر لدى بعض الأميركيين يتعلق بما يسمى «الحرية الصحية»، ضمن تيار يسمى «كرنشي» أو «المقرمش»، ينضوي فيه -حسب تقرير نيويورك تايمز- مدونون ومؤثرون يسعون للعيش بأسلوب حياة أكثر طبيعيةً واستدامةً. أصول المصطلح تعود إلى عبارات مثل «شعب الجرانولا المقرمش». وفي التسعينيات، كان هذا المصطلح ينطبق إلى حد كبير على الأشخاص الذين اختاروا أنظمة غذائية بديلة، وصنعوا المواد الغذائية الأساسية الخاصة بهم، وخالفوا الأعراف الاجتماعية بطريقة ما، وهم يرتدون الكتان، حفاة القدمين، وهم نباتيون، ويحبون الطبيعة. «كرينشي» يشير عادة إلى النزعة النباتية، التي تتماشى مع حماية البيئة - والتي كانت سياسية. كانت الأحزاب والسياسات اليسارية «الخضراء» تكتسب أهمية كبيرة في أوروبا. وضمن هذا السياق ظهر مصطلح «أمهات كرنشي» ليشير إلى الأم الواعية بيئياً وصحياً واجتماعياً، التي تهتم بعائلتها بدرجة كافية وتدرك أن هناك مجموعة متنوعة من الأساليب لحل المشكلات الفردية وترفض الانغلاق على منظور واحد. إنها تسعى لمعرفة المزيد حول اكتشاف السبب الجذري للمشاكل التي تلاحظها. ومن المعرفة تأتي المسؤولية، عندما نعرف أفضل، فإننا نفعل ما هو أفضل، إنها أم تعمل على تعزيز رابطة قوية وإيجابية مع أطفالها من خلال الحياة الطبيعية.