قالت الجامعة العربية، أمس، إن رؤية المملكة 2030 تمثل مشروعا نهضويا شاملا لمواجهة تداعيات أزمة النفط، منوهة بالتدابير التي اتخذتها، والتي تحظى بالمتابعة والاهتمام من الجامعة ومؤسساتها المتخصصة. وأعربت الجامعة العربية عن تطلعها للتعرف على خطط ومشروعات بقية الدول العربية المستقبلية لمرحلة ما بعد البترول، خلال كلمة الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة، التي ألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلي أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر تداعيات الأزمة النفطية على إدارة الاقتصاديات العربية، الذي نظمته المنظمة العربية للتنمية الإدارية أمس بمقر الجامعة. وشدد العربي على أن التغيرات والتطورات العميقة، التي تعيشها المنطقة العربية، فرضت واقعا جديدا، وأملت تحديات تستوجب التفاعل معها وتطوير أنشطتها وأهدافها، ودعا إلى ضرورة وحدة الموقف العربي في المجال النفطي، لمواجهة تداعيات تراجع أسعار البترول على الاقتصاديات العربية. من جانبه، توقع المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري، استمرار اضطراب السوق النفطية، خلال الفترة المقبلة، في ظل عدم استقرار الأسعار، لتأثرها بعوامل من الصعب توقعها، منها ما يتصل بالصراعات الدولية والمشكلات الداخلية في بعض الدول النفطية مثل ليبيا ونيجيريا والعراق. وكشف الملا في كلمته عن وجود تأثيرات سلبية وأخرى إيجابية لانخفاض أسعار النفط بالنسبة لمصر، لافتا إلى أن التاثير السلبي يتمثل في احتمال انخفاض تدفقات الاستثمارات الأجنبية في مجال البحث والإنتاج. وشهدت الشهور الماضية توقيع عدد من الاتفاقيات لتنمية بعض حقول الغاز الطبيعي في مصر، من أهمها حقل ظهر وشمال الإسكندرية واتول باستثمارات تصل إلى أكثر من ٢٥ مليار دولار، على مدار الأربع سنوات المقبلة. ولفت الملا إلى أن التأثير الإيجابي لانخفاض أسعار النفط، يتمثل في انخفاض قيمة الواردات من البترول والغاز، وبالتالي انخفاض قيمة الدعم الذي تتحمله الدولة، موضحا أن المحصلة النهائية المتوقعة بالنسبة لقطاع البترول في مصر هي وجود توازن بين الجوانب السلبية والإيجابية.. وقال: إن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تباطؤ الاستثمارات البترولية وإلغاء أو تأجيل العديد من المشروعات؛ ما قد يؤثر على إمدادات النفط العالمية، ويؤدي إلى حدوث عجز في العرض في حالة تعافي الاقتصاد العالمي ومعاودة نمو الطلب على النفط في الارتفاع. كما أكد الدكتور ناصر القحطاني، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، أهمية هذا المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين بمشاركة واسعة، ولفت إلى أن جلسات المؤتمر تتناول أسباب الأزمة النفطية والنفط ما بعد أزمة 2016، ومستقبل أسعارالنفط في السوق العالمي، والنفط الصخري، وآثار الأزمة النفطية على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والعالم، موضحًا أن المؤتمر سيخرج بتوصيات وخطة عمل للحد من أزمة النفط وتلافي انعكاساتها السلبية على اقتصادات المنطقة.
مشاركة :