طرابلس، بنغازي (وكالات) أعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص، التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، أن قوات الجيش الليبي والكتائب المساندة لها أحكمت سيطرتها بالكامل على مناطق «أبو قرين» و«الوشكة» و«وادي زمزم» في مدينة مصراته شرق طرابلس. وذكرت وكالة الأنباء الليبية (وال)، أمس الأربعاء، أن هذه القوات لا تزال تطارد بقايا فلول ما يعرف بتنظيم (داعش) بالمنطقة. وقال المكتب الإعلامي لغرفة عمليات البنيان المرصوص: إن سلاح الجو الليبي ساند تقدم هذه القوات بضربات جوية على آليات المجموعات الإرهابية. وأضاف أنه قتل في هذه العمليات سبعة عسكريين من قوات الجيش، منهم ضابط برتبة عقيد من سرية الهندسة والمتخصص في نزع الألغام. وسيطر تنظيم (داعش) على المناطق الثلاث، بعد أن خرج التنظيم من قاعدته في سرت وتمدد غرباً. وتقع هذه المناطق في منطقة استراتيجية قرب الساحل عند الطريق الرئيس الذي يربط الشرق الليبي بغربه، ومدينة مصراتة بمدينة سرت وبالجنوب الليبي أيضاً. من جانب آخر، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في تقرير نشرته، أمس الأربعاء، تنظيم داعش بإعدام 49 شخصاً في مدينة سرت منذ دخوله إليها في فبراير 2015، معتبرة أن هذه الإعدامات تشكل «جريمة حرب». وقالت المنظمة في تقريرها إن عمليات الإعدام الـ49 التي نفذها التنظيم شملت «قطع الرقاب وإطلاق النار»، مضيفة أن بين من أعدموا مقاتلين أسرى ومعارضين سياسيين «وأناساً اتهمهم داعش بالتجسس والسحر والشعوذة وإهانة الذات الإلهية». وأوضحت هيومن رايتس ووتش في التقرير المؤلف من 41 صفحة أنها تحدث إلى 45 شخصاً من سكان سرت (450 كلم شرق طرابلس) السابقين والحاليين، التقت بعضهم في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، وأجرت مقابلات مع آخرين عبر الهاتف والبريد الإلكتروني. وتحدث سكان سرت عن «مشاهد» مرعبة مثل قطع الرؤوس في الشارع، ومشاهدة جثث في ملابس برتقالية صلبت على مرأى من الناس، وخطف الرجال من منازلهم ليلاً على أيدي مسلحين ملثمين. وقال السكان: إن «شرطة الآداب» التي يطلق عليها التنظيم اسم «الحسبة» تقوم بتهديد الرجال «وتفرض عليهم الغرامات، وتجلدهم بسبب التدخين والاستماع للموسيقى أو لأنهم لم يفرضوا على زوجاتهم وأخواتهم لبس عباءات فضفاضة». كما تقود الشرطة الرجال والأطفال في سرت إلى المساجد للصلاة والتعليم الديني الإجباري، بحسب ما أفاد السكان. وقالت أحلام (30 عاماً)، التي أتت إلى مصراتة للعلاج من طارئ صحي قبل أن تعود إلى مدينتها «الحياة في سرت لا تطاق. الجميع يعيشون في رعب.إنهم يقتلون الأبرياء، ولا توجد متاجر ولا مستشفيات ولا أطباء ولا ممرضون ولا دواء». وتابعت: «يوجد جواسيس في كل الشوارع. أغلب الناس غادروا، ولكننا عالقون. ليس لدينا ما يكفي من المال لنغادر». وقالت هيومن رايتس ووتش: إن الإعدامات التي نفذها التنظيم في سرت تشكل «جريمة حرب قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية»، معتبرة أنه «في الوقت الذي يتركز فيه انتباه العالم على الفظائع في سوريا والعراق، تنجو داعش بجرائمها في ليبيا». ... المزيد
مشاركة :