استنكر مجتمع حائل حادثة المشاجرة العنيفة التي تخللها إطلاق للنار في مستشفى الملك خالد بحائل أمس الأول وخلفت عددا من الإصابات، مؤكدين أن هذه الحادثة لا تمثل مجتمع حائل المحب للتلاحم والود والكرم والتسامح وحل النزاعات والبعيد عن السلوكيات الخاطئة التي تسيء لسكان المنطقة. وشدد الأهالي على أنها لا تمثل أياً كان من نسيج المجتمع الذي يوحده ترابط اجتماعي عريق وطويل ولن تؤثر عليه هذه المواقف والصور السلبية، كما أنها لا تعكس صورة مجتمع حائل الكريم، وأنها دخيلة على المجتمع بدليل ندرتها. وقالوا إن ما حدث خطر يجب بأي حال من الأحوال ألا نغض الطرف عنه مهما كانت المسببات والعوامل. وأكد عضو مجلس بلدي حائل عبدالعزيز المشهور عمق الروابط الاجتماعية التي تربط أهالي حائل التي عرف عنها بالود والألفة من سكانها ولا يوجد أي خلافات بين الأطراف، وما حصل يعد نادراً في مجتمعنا ولا يمثله فهو خطأ كبير ولا نسمح بتكراره. وأضاف أن ما حصل لا نقره أبداً من عامة المجتمع، وأن هناك تواصلا اجتماعيا كبيرا على مختلف المستويات وفي أشد الظروف من خلال وقفة أهل حائل في الكرم والطيبة والفزعات وحل المنازعات والخلافات، وكثير من النماذج والأدلة التي كانت تؤكد حب المنطقة وسماحة سكانها وبعدهم عن هذه الأحداث والسلوكيات. وناشد المشهور الجميع بعدم التخلي عن القيم الحميدة التي تحض على مكارم الأخلاق، لافتاً إلى وجود جهات وأجهزة مختصة مخولة بالتدخل في القضايا وحل الخلافات يمكن اللجوء إليها بدلاً من الوقوع في مثل هذه التجاوزات والسلوكيات. بدوره، أفاد الشيخ محمد النونان إمام وخطيب جامع الوكيل أن المشاجرة التي حدثت لا تقبل أبداً وهي بمنظور الشرع لا يجوز الإقدام عليها ويجب ضبط النفس، موضحاً أن الحادثة تعد نادرة في المجتمع الحائلي فقد عرف عنه الكرم والبر والمواقف الأصيلة تجاه نبذ العصبية والنزاعات والمشاحنات وخلافها. ودعا الأهالي إلى التعاون لحل هذه الإشكالات غير المقبولة على اعتبار أن ذلك يدخل ضمن خدمة المجتمع والوطن بشكل عام، والعمل سوياً من خلال النهوض في تنمية الأخلاق الحميدة لدى الشباب وكيفية التصدي للعنف والنزاعات. وأشار النونان إلى أن ما حدث يدخل في إطار عدم تحمل المسؤولية خصوصاً من شباب يفترض أن يكونوا قادة المستقبل يساهمون في بناء الوطن لا أن يكونوا معولاً للهدم الاجتماعي، مطالباً بدور أكبر للأسر في ردع أبنائها والابتعاد عن هذه السلوكيات الخاطئة فيجب تربيتهم على سلوكيات قويمة وزرع وتوثيق المبادئ والقيم الإسلامية السمحة التي تدعو دائماً للابتعاد عن العنف ومقابلة الإساءة بالإحسان. من جهتها، علقت عضو هيئة التدريس بجامعة حائل د. منيرة المرعب على الحادثة قائلة إن ما المشاجرة لا تمثل إلا حدثاً طارئاً غريباً على المجتمع الحائلي المعروف عنه التسامح والعفو والغفران عن الزلات ما صغر منها وحتى ما كبر، وما كان له أن يألف مثل هذه السلوكيات الخارجة عما يؤمن به هذا المجتمع ويتخذه منهجاً يضبط تصرفاته ويسدد دربه وخطواته. وأردفت أن مثل هذه الحالات تستدعي الوقوف عندها للنظر والتمعن فيها للبحث عن أسبابها وحل هذه السلوكيات الخاطئة. عبدالعزيز المشهور محمد النونان
مشاركة :