تصدر مدير مستشفى كمال عدوان، ببيت لاهيا، الدكتور حسام أبو صفية، منصات التواصل الاجتماعي، بعد اعتقاله على يد قوات الاحتلال، بينما كان يكافح بكل ما تبقى لديه من إمكانات ضئيلة لإبقاء المستشفى مفتوحا أمام أبناء القطاع في ظل ما يتعرضون إليه من كارثة إنسانية. وأعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس السبت، أن قوات الاحتلال اعتقلت مدير مستشفى كمال عدوان، بالإضافة إلى العشرات من أفراد الطواقم الطبية بالمستشفى إلى مراكز التحقيق. جاء ذلك بعد ساعات من تهديد جيش الاحتلال الدكتور حسام أبو صفية بالاعتقال في حال عدم الانصياع لأوامر إخلاء المستشفى. وأمام محاولات التنكيل التي يتعرض لها أبو صفية، دشن عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حملة دعم وتعاطف معه، دونوها تحت وسم «#حسام_أبو_صفية». وكتب حساب باسم «لما أبو شرخ» على موقع إكس: «ما الجرم الذي ارتكبه حسام أبو صفية من أجل ن يتم اعتقاله ويتم ضربه.. هل الطب في غزة جريمة؟ عن أي عدل تتحدثون؟». ما الجرم الذي ارتكبه حسام ابو صفية من أجل ان يتم اعتقاله ويتم ضربه!!!هل الطب في غزة جريمة عن اي عدل تتحدثون !!! #حسام_أبو_صفية — Lama Abu sharkh (@LamaSharkh) December 29, 2024 وكتب حساب باسم «هدى من غزة»: «هل يوجد في العالم مثل هذا البطل؟». وأضافت: «مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، يقف أعزلا في مواجهة دبابات الاحتلال قُبيل اعتقاله». هل يوجد في العالم مثل هذا البطل ؟! مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، يقف أعزلاً في مواجهة دبابات الاحتلال قُبيل اعتقاله. pic.twitter.com/rSIpt2TxmO — هُدى من غزة 🇵🇸 (@huda_gaza) December 29, 2024 وكتب حساب باسم «عراقيون مع الأقصى»: «رغم إصابته واستهداف ابنه، بقي الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة صامدًا في وجه الدمار، لم يتراجع، بل ظل يخدم المرضى والجرحى، متحديا أصعب الظروف». وأضاف: «الشجاعة الحقيقية تكمن في هذه التضحيات». رغم إصابته واستهداف ابنه، بقي #الدكتور_حسام_أبو_صفية ، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال #غزة صامدًا في وجه الدمار. لم يتراجع، بل ظل يخدم المرضى والجرحى، متحديًا أصعب الظروف. الشجاعة الحقيقية تكمن في هذه التضحيات! #السعوديه_العراق #سوريا_الان #غزة_ابادة_جماعية pic.twitter.com/IzodX2nTVB — عراقيون مع الاقصى (@mohgared) December 29, 2024 وكتب حساب آخر باسم «عُبادة»: «الدكتور حسام أبو صفية، رجل الإنسانية الذي رفض مغادرة المستشفى وأدى واجبه الإنساني رغم كل الظروف التي أحاطت بالمستشفى من قصف وقتل وتدمير على مدار أكثر من 80 يوما». وأضاف: «رجل طبيب مقاوم فجريح فأسير.. فكَّ الله قيدك». الدكتور حسام أبو صفية، رجل الإنسانية الذي رفض مغادرة المستشفى وأدى واجبه الإنساني رغم كل الظروف التي أحاطت بالمستشفى من قصف وقتل وتدمير على مدار أكثر من 80 يوم ! رجلٌ طبيبٌ مقاومٌ فجريحٌ فأسير . . فكّ الله قيدك #FreeDrHussamAbuSafiya #الحرية_للدكتور_حسام_أبوصفية pic.twitter.com/zsTFQPAa0k — عُبادة ~ (@obada0802) December 29, 2024 وتساءل حساب باسم «الدكتور زيد السلمان»: «أين التحرّك الدولي لحماية الطبيب حسام أبو صفية؟ أين منظمة الصحة العالمية ومنظمات حماية حقوق الإنسان وحفظها مما يجري؟ أين المجتمع الدولي؟». أين التحرّك الدولي لحماية الطبيب حسام أبو صفيّة ؟! أين منظمّة الصحة العالمية ومنظّمات حماية حقوق الإنسان وحفظها مما يجري ؟! أين المجتمع الدولي ؟! pic.twitter.com/uTNk7WEGTb — Dr. Zaid Alsalman (@ZaidAlsalman6) December 29, 2024 من هو حسام أبو صفية؟ وأمام حملة التضامن مع مدير مستشفى كمال عدوان، يبرز سؤال مهم: من هو الدكتور حسام أبو صفية؟ اسمه حسام إدريس أبو صفية، وكنيته «أبو إلياس». ولد الدكتور حسام أبو صفية في الحادي والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1973، في مخيم جباليا، بمحافظة شمال غزة، لعائلة هُجِّرت عام 1948 من بلدة حمامة التي تقع في قضاء عسقلان. يعد الدكتور حسام أبو صفية واحدا من الشخصيات البارزة في المجال الصحي بقطاع غزة، فهو أحد قادة الفرق الطبية في القطاع. نال أبو صفية درجة الماجستير وشهادة البورد الفلسطيني في طب الأطفال وحديثي الولادة، وشغل منصب مدير مستشفى كمال عدوان. لم يأبه أبو صفية لآلة الحرب الإسرائيلية، وظل يواصل عمله مديرا للمستشفى، رافضا إخلاءه، بالرغم مما يتعرض إليه من قصف متواصل. ففي الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، فرض جيش الاحتلال حصارا خانقا على شمال غزة، ومنع دخول الطعام والماء، وكثف من غاراته وقصفه، مرتكبا أبشع المجازر بحق المدنيين، لكن كل ذلك لم يكن ليثني أبو صفية عن القيام بواجبه كطبيب، فظل رفقة زميل له في المستشفى وعدد من الممرضين داخل المستشفى المحاصر، يؤدون واجبهم نحو أهالي القطاع، رافضين الانصياع لأوامر جيش الاحتلال بإخلاء المستشفى. وفي الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الثاني 2024، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان، واعتقلت مديره مع مئات المصابين والطواقم الطبية، ثم بعد الإفراج عنه تلقى نبأ استشهاد ابنه إلياس خلال غارة إسرائيلية، في السادس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2024. وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، استهدفته مسيَّرة تابعة للاحتلال في أثناء خروجه من غرفة العمليات، مما أدى إلى إصابته بـ6 شظايا اخترقت منطقة الفخذ، وتسببت في تمزق الأوردة والشرايين. آثار الدمار داخل مستشفى كمال عدوان نتيجة استهداف الاحتلال – رويترز الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان وصعَّد جيش الاحتلال من انتهاكاته ضد مستشفى كمال عدوان بغزة، في عملية اقتحام عدوانية، يوم الجمعة الماضي، بعد سلسلة من الغارات دمرت البنية التحتية وأحرقت محتويات المستشفى الأكبر في شمال القطاع، كما أجبر العديد من الكوادر الطبية والمرضى على المغادرة إلى أماكن مجهولة ومستشفيات خارجة من الخدمة. وكشفت شهادات وإفادات من مراسلي «الغد» عن مزيد من الانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال في أثناء اقتحام مستشفى كمال عدوان. وقال مراسلنا إن ممرضات من مستشفى كمال عدوان انتقلن إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة، وذلك بعد إجبار الاحتلال لهن على القيام بذلك. وأضاف أن الممرضات تعرضن لعنف، وأُجبِرن على خلع الحجاب على يد جنود الاحتلال. كما أفاد مراسلنا باستشهاد عدد من المرضى في مستشفى كمال عدوان، شمالي القطاع، بسبب انقطاع الأكسجين في أثناء اقتحام الاحتلال للمستشفى وإخلائه قسرا. استهداف كوادر المستشفى وأفاد مراسل «الغد» باستشهاد عدد من الكوادر الطبية حرقًا في مستشفى كمال عدوان، نتيجة امتداد النيران إلى أقسام واسعة فيه جراء العدوان الإسرائيلي. وكانت قوات الاحتلال قد أجبرت الطواقم الطبية والمرضى والمرافقين على خلع ملابسهم في البرد الشديد، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة خارج المستشفى. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :