خاص/ كل الوطن، أسامة الفيصل:"أكلنا ورق الشجر والأعشاب.. وحتى لحوم الحيوانات من أجل أن نبقى على قيد الحياة".. بهذه الكلمات لخّص صديقي من مخيم اليرموك المأساة لـ "كل الوطن"، المأساة التي يعيشها نحو عشرين ألف فلسطيني وسوري محاصرين لا يجدون قوت يومهم ومقطوعة عنهم المياه والكهرباء، والطبيب الوحيد الذي كان موجوداً مات!! وهذا الحصار على مخيم اليرموك الذي هو أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويسكنه أكثر من 50 ألفاً من المدنيين يتعرض سكانه لمجاعة مميتة منذ أكثر من 187 يوماً، وقد أودى بحياة 50 شخصاً قضوا جوعاً وما زال العدد في تزايد.. فالحصار العسكري المفروض على المخيم يمنع دخول المواد الغذائية أو حليب الأطفال أو أدوية للمرضى وكبار السن، مما أدى إلى نقص ـ أو الأصح انعدام ـ المواد الغذائية في المخيم ، حيث أصبح أهالي المخيم يقتاتون على الخبز المصنوع من العدس، والبعض لجأ إلى أكل أوراق الشجر الأخضر وأوراق الصبار لسد جوع أطفالهم والمياه المالحة. والكارثة الحقيقية التي بات جزء منها يظهر وقد فاقت حدّ الاحتمال البشري وصارت كارثة إنسانية غير مسبوقة، ولكم أن تتصورا مشهد تقشعر من الأبدان، إنه اللاجئ "تيسير الطباع" الذي وجد في بيته في مخيم اليرموك ميتًا من الجوع، فيما كانت الفئران الجائعة قد أكلت جزءاً من يده. وكذلك الطفلة إسراء المصري التي حاولت أن تتصدى للموت جوعاً في ظل ظروف الحصار لكنها لم تنجح وفارقت الحياة جوعا. معاناة متفاقمة وقد تناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية موضوعاً عن حجم معاناة النازحين السوريين بعنوان "الأبرياء يموتون جوعا"... استعرضت فيه الأوضاع المتردية على الصعيد الإنساني في سوريا وتأثير ذلك على المحاصرين. ويتطرق الكاتب لحالة الطفلة إسراء المصري والتي حاولت أن تتصدى للموت جوعاً في هذه الظروف المتردية لكنها لم تنجح وفارقت الحياة جوعا. لكنه يضيف إن صورتها التي التقطت لها قبيل وفاتها توضح الكثير من المعاناة وتحولت إلى رمز للكارثة الأكبر. ويقول الكاتب إن إسراء ليست سوى واحدة من بين آلاف الحالات المشابهة في المخيم. ويوضح الكاتب أن خمسين طفلاً وطفلة آخرين ماتوا داخل مخيم اليرموك خلال الأشهر الأربعة الماضية من الجوع والعطش. ويوضح الكاتب أيضاً أن أغلب قاطني المخيم يتعرضون لأمراض ناتجة عن سوء التغذية ونقص الطعام مثل فقر الدم ومرض يسمى "كواشيوركور" وهو مرض ينتج عن نقص البروتينات الشديد وهو مرض تخلصت منه سوريا نهائيا قبل عقد كامل من الزمن لكنه عاود الظهور الآن. ويعرج الكاتب على حالات أخرى من الوفيات نتيجة سوء التغذية مثل ارتفاع معدل وفيات النساء داخل المخيم عند الولادة. فعاليات تضامنية نفذ اللاجئون والنازحون الفلسطينيون في لبنان تحركات وفعاليات تضامنية عديدة تضامناً مع مخيم اليرموك وأهله المحاصرين، وذلك في مخيمات عين الحلوة وصور وبيروت... وكل تلك الفعاليات دعت إلى "فك الحصار عن المخيمات الفلسطينية في سوريا خصوصاً مخيم اليرموك، والعمل الجاد على تحييده وسحب جميع المسلحين وحماية المدنيين وإغاثتهم. وإن أي تأخر عن تقديم المساعدات العاجلة يعني مزيد من الضحايا المدنيين في المخيم". كما أكدوا على ضرورة التحرك السريع والجاد دولياً وعربياً لفكّ الحصار عن المخيمات الفلسطينية والعمل على تحييدها، كما طالبوا المجتمع الدولي بأخذ دوره تجاه حل عادل وسريع لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المرضى وكبار السن والأطفال. كما طالبوا الجامعة العربية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه حماية المدنيين في المخيمات الفلسطينية. وقد حمل أطفال النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا الأعلام الفلسطينية ويافطات كتبوا عليها:"لا لحصار اليرموك"، "أنقذوا أطفال اليرموك من الجوع"، "اشهد يا عالم علينا وعاليرموك". و(إن لم يسمع الأحياء فسنسمع الأموات) (جرحك وجرحي يا أخي توأمان) (بردانين.. جوعانين بدنا نرجع عا فلسطين) و(اليرموك وصمة عار على جبين كل متخاذل). هل من مستجيب؟! جدير بالذكر أن الأمم المتحدة قد طالبت بضرورة، إقامة ممر إنساني آمن، يكون بمنأى عن الأطراف المتنازعة، من أجل التوصل لإدخال المواد الحيوية إلى داخل المخيم والسماح لمن يرغب في المغادرة بطريقة آمنة. واحترام كل الأطراف المتنازعة في سوريا الالتزامات الأخلاقية والقانونية. ولكن الكل يعلم أن لا أحد سيستجيب!!
مشاركة :