أكد رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، على التمسك بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وقيام الدولة الاتحادية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، بما فيه انسحاب الميليشيا الانقلابية وتسليم السلاح، واستعادة الدولة، فيما واصلت الميليشيا انتهاكاتها للتهدئة في جميع جبهات القتال، وفي الضالع سجلت لجنة التهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار أكثر من ٢٠ خرقاً للتهدئة من قبل الميليشيا في جبهتي حمك ومريس منذ أول من أمس. وفي التفاصيل، التقى بن دغر، الليلة قبل الماضية، بقيادات سياسية وقبلية من إقليم الجند، تحدث معها حول واقع ومستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، وما تشهده من تطورات على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري. ونوه بن دغر بأبناء إقليم الجند ومقاومتهم، مؤكداً أن الحكومة ستولي الاهتمام بعلاج الجرحى ورعاية اسر الشهداء. وأكد ضرورة وحدة الصف، وأهمية التآزر وإعادة اللحمة الوطنية لتجاوز التحديات التي تواجه الشرعية والشعب اليمني الصابر. وركزت كلمات الحاضرين على واقع إقليم الجند، وما يمثله من أبعاد استراتيجية كبيرة، كونه يمثل قاعدة انطلاقة الدولة الاتحادية المقبلة. وطالب الشيخ عبدالواحد الدعام بسرعة تفعيل الأقاليم، بما فيها إقليم الجند، ليكون في طليعة الدولة المدنية الحديثة، والتخلص من كل مخلفات الماضي، والاتجاه نحو بناء يمن حديث يحتضن كل أبنائه. وإقليم الجند أحد أقاليم اليمن الستة التي من المتوقع تفعيلها في الدستور المقبل، ليكون منطقة حكم ذاتي فيدرالي في جنوب غرب اليمن. ويضم إقليم الجند ولايتين، وهما تعز وإب، وعاصمته تعز. واستعرض عضو مجلس النواب، محمد مقبل الحميري، المعاناة التي يكابدها أبناء محافظة تعز، وما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في كل المديريات بسبب طول مدة الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي وصالح منذ عام، مطالباً بتفعيل دعم المقاومة بمحافظة إب، وفك حصار تعز، وسرعة دمج المقاومة في الجيش. وتحدث الشيخ حمود المخلافي عن ضرورة الإسراع بعلاج الجرحى، ودعم المقاومة الشعبية كي تواصل نضالها إلى جانب الجيش الوطني المسنود بقوات التحالف العربي لمواجهة ميليشيات التمرد والانقلاب، وإنهاء الحرب ونزيف الدم، مؤكداً أن الانقلابيين لم يلتزموا بالهدنة منذ بدايتها، بل ازدادوا هجوماً وحصاراً على أبناء تعز الأبية. ميدانياً، تَوَاصل القصف المدفعي في جبهات القتال بمنطقة نهم، شمال العاصمة صنعاء، بين قوات الجيش والمقاومة من جهة والميليشيا من جهة ثانية، حيث مناطق بني بارق والضبوعة وملح، وهي مناطق تماس بين الجانبين. وفي هذا الصدد أكد الناطق باسم مقاومة صنعاء، الشيخ عبدالله الشندقي، لـالإمارات اليوم، أن الميليشيا واصلت، أمس، قصفها بالمدفعية مواقع الجيش والمقاومة داخل مديرية نهم، مشيراً إلى أن أكثر من 150 خرقاً ارتكبتها الميليشيا منذ بداية الهدنة في نهم وحدها. وأكد الشندقي أن قوات المقاومة والجيش ترى أن مشاورات الكويت وقرار الهدنة، الذي كنا نعده فرصة للسلام، أعاقا تقدم قواتنا في الميدان، وأعاقا عملية تحرير العاصمة من الميليشيا وأعطياها فرصة لترتيب أوضاعها، بعد أن كانت منهارة على وقع ضربات الجيش الوطني والمقاومة. وأوضح أن الميليشيا مازالت أمامها فرصة لحقن دماء اليمنيين، عبر مشاورات الكويت، وفي حال تمت إضاعة تلك الفرصة فإن قوات الجيش والمقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، والتعامل على أرض المعارك باللغة التي تفهمها الميليشيا. من جهة ثانية، أصدر المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، بياناً صحافياً حذر فيه من استمرار الميليشيا في انتهاكاتها بحق المواطنين واستباحتها لممتلكاتهم واقتحامها لبيوتهم، متجاوزة أعراف المجتمع وقيمه وعاداته، ومنها اقتحام منزل عضو المجلس الأعلى لمقاومة محافظة صنعاء، الشيخ أمين السبعي، ونهب بعض محتوياته، مشيراً إلى أن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم، وستحاسب عليها تلك الميليشيات عاجلاً أو آجلاً. وفي محافظة حجة، تجددت المعارك العنيفة بين قوات الجيش والميليشيا في مديرية حرض الحدودية، عقب قيام الأخيرة باستهداف مواقع الجيش في المنطقة، بالتزامن مع تخرج دفعات جديدة من قوات الجيش التي تلقت تدريبات في المنطقة العسكرية الخامسة. وذكر مصدر عسكري في المنطقة الخامسة لـالإمارات اليوم أن معارك عنيفة اندلعت بين الميليشيا والجيش، في منطقة حرض الحدودية بمحافظة حجة، بعد هجوم مباغت نفذته الميليشيا على مواقع الجيش بالمنطقة، التي شهدت مناورات واحتفالاً بتخريج دفعات جديدة لقوات الشرعية وانضمامها لمقاتلي المنطقة العسكرية الخامسة بميدي وحرض. وكانت المنطقة العسكرية الخامسة في حجة شهدت حفل تخرج دفعات جديدة من الجيش، بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس الجيش الوطني والـ26 لقيام الوحدة اليمنية، حضره قائد المنطقة، اللواء علي حميد القشيبي، الذي أكد التزام قواته بالهدنة ووقف إطلاق النار. وأشار اللواء القشيبي إلى أن الوحدات الجديدة تلقت تدريباً نوعياً، بدعم من المملكة العربية السعودية، التي ستساعد في حفظ الأمن والاستقرار لمناطق ميدي، حيث الميناء الاستراتيجي، وحرض الحدودية التي تضم المنفذ الجمركي مع السعودية، فضلاً عن تأمين سواحل البحر الأحمر لمنع تهريب الأسلحة لجماعة الانقلاب. وفي الحديدة، نفذت المقاومة هجمات نوعية على نقاط للميليشيات في مديرية القناوص، شمال الحديدة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر الميليشيا التي كانت في تلك النقاط المنتشرة بالمديرية. وفي محافظة الجوف، واصلت الميليشيا قصفها مواقع الجيش والمقاومة وقرى المواطنين في مديرية المتون، غرب المحافظة، لليوم الثاني على التوالي وبشكل هستيري. وفي محافظة عمران، استهدفت مقاتلات التحالف آليات عسكرية للميليشيا، تم تحريكها في منطقة حرف سفيان، الواقعة بين صعدة وعمران، كما استهدفت آليات عسكرية تم الاستيلاء عليها من قبل الانقلابيين في اللواء 29 ميكا عمالقة بالمنطقة ذاتها. وفي محافظة مأرب، أعلنت قوات الجيش والأجهزة الأمنية حالة الاستنفار لمواجهات أي أعمال إرهابية محتملة، وذلك بعد أنباء عن توجه عدد من عناصر التنظيم إلى المحافظة قادمة من شبوة بعد فرارها من محافظة حضرموت التي تم تحريرها أخيراً. وفي محافظة تعز، أصيب تسعة مدنيين جراء القصف المستمر للمليشيات على أحياء مدينة تعز، كما قصفت قرى الوازعية وجبل حبشي وجبل صبر. في الأثناء، أصدرت لجنة التهدئة الفرعية في تعز بياناً أكدت فيه قيام الميليشيا بنقل تعزيزات عسكرية، بينها صواريخ باليستية، من محافظة الحديدة إلى مديرية ذباب. وفي الضالع، سجلت لجنة التهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار أكثر من ٢٠ خرقاً للتهدئة من قبل الميليشيا في جبهتي حمك ومريس، منذ أول من أمس. وقال مصدر في اللجنة إن الميليشيا أطلقت نيران أسلحتها بكثافة من مواقعها في ناصة والتهامي على مواقع المقاومة والجيش في الحيافي بيعيس والقهرة في أوقات مختلفة. وفي إب، قامت الميليشيا بإحراق منزل مواطن في قرية الصريم بمديرية حزم العدين غرب المحافظة، كما قتلت نجله بسبب امتناعه عن دفع ما يسمى المجهود الحربي، وقامت بتشريد 12 أسرة، من المنطقة واستولت على ممتلكاتهم الخاصة.
مشاركة :