كتبت- رشا عرفه: أكد عدد من علماء الدين لـ الراية أهمية تعويد الأطفال مبكرا على الصوم، وحتى لا يأتي رمضان وهم قد كلفوا بالصوم ولا يستطيعون الصوم. وأشاروا الى إمكانية التدرج من خلال أن يصوموا الى الظهر ومن ثم الى العصر ومن ثم الى أذان المغرب، وأن يقوم الآباء والأمهات بتشجيع الأطفال على الصوم ، وتحديثهم عن فضل الشهر الكريم وأهميته ، وإشاعة جو من الفرحة والبهجة بقدوم الشهر الفضيل، مبينين أن رمضان هو أنسب الأوقات لتدريب الأطفال على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة، وأن تعلم سلوك الصيام منذ الصغر يجعل الأطفال يحافظون عليه في الكبر . وحذروا الأمهات من استخدام القسوة أثناء تعليم الأطفال الصوم، ونصحوهم بأن يكون ذلك بالرفق واللين والتدرج والتشجيع . في البداية يقول الشيخ أحمد البوعينين: الواجب على الآباء والأمهات إعداد أطفالهم للصوم وهم صغار حتى وإن بلغوا سن التكليف يكونون قد تعودوا على الصيام ومشقته، ويكون ذلك بالتدريج، وذلك من خلال أن يصوموا الى الظهر ومن ثم العصر ومن ثم المغرب، أي يصوموا جزءا من النهار ، ويفطروا بعضه، ثم يصوموا بعض الأيام، ويفطروا أخرى على قدر تحملهم، حتى يتعودوا، وحتى لا يأتي رمضان وهم قد كلفوا ولا يستطيعون الصوم ، مبينا أن رمضان هو أنسب الأوقات لتدريب الأطفال على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة. ونصح البوعينين الآباء بضرورة إيقاظ الطفل ليلا لمشاركة الأسرة طعام السحور، وتأخير تناوله الطعام حتى يستطيع الطفل تحمل مشقة الصيام في النهار، مبينا أن تعلم سلوك الصيام منذ الصغر يجعل الأطفال يحافظون عليه في الكبر، مشددا على أن يكون ذلك بالتشجيع والتدريب والترغيب وليس بالتنفير. وعن السن المفضل لتعويد الطفل على الصوم قال: يؤمر الصبي بالصلاة إذا بلغ سبعاً، ويضرب عليها إذا بلغ عشراً، وتجب عليه إذا بلغ، فليكن سن التعويد كما هو الصوم من 7 سنوات حتى اذا بلغ الطفل سن البلوغ يكون قد وجب عليه الصوم ويكون قد تعود على الصوم. وأوضح أن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء والأمهات مثل، أن يمنعوا أولادهم من الصيام رحمة بهم وإشفاقا عليهم ،وهذا بخلاف ما كان يفعله السلف الصالح، والواجب عليهم تشجيعهم وإعانتهم على ذلك اذا كان الأبناء لديهم القدرة على الصوم ، فالصوم من العبادات التي لها أثرها الإيجابي في توجيه سلوك الطفل وتقويمه. مكافأة الطفل وقال الدكتور عبد الحميد الأنصاري عميد كلية الشريعة بجامعة قطر سابقا: تعويد الطفل على الصوم مبكرا له أهمية كبيرة، ويكون ذلك بالحديث مع الطفل عن فضل الشهر الكريم، وأنه فرصة ليزيد المؤمن من حسناته ، ومن خلال ما يظهره الأهل من الفرحة العارمة بقدوم هذا الشهر الفضيل، وما يسود فيه من أجواء روحانية تشجع الطفل على الصوم، وأضاف: من خلال التدرج في تعليمه الصوم من خلال السماح له بالصوم لعدد من الساعات في النهار ، ومكافأته عن كل يوم يصومه ، وإتاحة الفرصة له من خلال مشاركة الأسرة الفرحة بالفطور، فيحرصون على جلوسه معهم على مائدة الإفطار، فهذا الجو المشوق يجعل الطفل يندفع إلى الصيام اندفاعا لا نظير له. سن التكليف وقال: اذا كان الطفل ليس لديه القدرة على الصوم ولم يبلغ سن التكليف، فعلى الآباء عدم استخدام العنف أو القسوة معهم لأنها تأتي بمردود سلبي، ويجب أن يعلموه الصوم بالتدريج، فالطفل ليس في حاجة الى استخدام هذا الأسلوب معه، فالطفل بطبيعته يحب التقليد، فهو عندما يرى الكبار يصومون يريد أن يقلدهم، فيجب تشجيعه على ذلك. سن السابعة ونصح الآباء بالحديث مع أبنائهم عن شهر رمضان ، والقيم الدينية والروحية لهذا الشهر، حتى يدرك الطفل الحكمة من الصيام ،ويعرف أهميته، مشددا على أهمية التهيئة النفسية المبكرة للطفل وخاصة إذا كان هذا هو عامه الأول للصيام. وعن السن المفضل لبدء تعويد وتدريب الطفل على الصوم قال الأنصاري : يمكن البدء في تدريب الطفل على الصيام من سن السابعة، ولكن الأفضل هو سن العاشرة، حتى يكون الطفل قادرا على تحمل مشقة الصوم، ولكن اذا كان الطفل قادرا على الصوم، ولديه الرغبة في ذلك وليس هناك أي ضرر صحي عليه فيجب على الأهل تشجيعه وإعانته على ذلك ، حتى اذا بلغ سن التكليف أصبح قادرا على أداء هذه العبادة بسهولة ، مبينا أن سن التكليف يكون عند البلوغ والذي يرتبط بظهور العلامات الشرعية عند الذكر أو الأنثي.
مشاركة :